المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، يمتلك مكانة عظيمة في الإسلام، فهو قبلة الأنبياء وقبلة المسلمين الأولى، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها. وقد وردت فضائله في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
في القرآن الكريم، وصف الله تعالى المسجد الأقصى بأنه مبارك، حيث قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الإسراء: 1). كما وصفه بأنه مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم" (المائدة: 21).
وفي السنة النبوية الشريفة، وردت أحاديث عديدة تؤكد على أهمية المسجد الأقصى. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: 'المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون عاماً. ثم الأرض لك مسجد، فحيث أدركتك الصلاة فصل'" (رواه البخاري ومسلم).
كما أن المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى، حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم إليه ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً قبل أن يتوجه إلى الكعبة المشرفة.
ومن فضائل المسجد الأقصى أنه مهبط الوحي وموطن الأنبياء، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء في صلاة واحدة في الأقصى في حديث طويل.
كما أن المسجد الأقصى هو من المساجد التي تُشد الرحال إليها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى" (رواه البخاري ومسلم).
وفي الحديث الشريف، ورد أن الأعور الدجال لا يدخل المسجد الأقصى، وأن الدجال يقتل قريباً من هناك يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
وبناء يعقوب عليه السلام للمسجد الأقصى لا يعني أن اليهود أحق بالمسجد من المسلمين، حيث إن يعقوب بنى المسجد الأقصى كجزء من تاريخه الديني، وليس له علاقة بالحقوق السياسية أو الدينية الحالية.
وفي الختام، فإن المسجد الأقصى يمتلك مكانة عظيمة في الإسلام، وهو رمز للهوية الإسلامية والوحدة بين المسلمين.