نهاية العالم، موضوع يحمل حيرة الناس منذ القدم، ويستدعي فكر الفلاسفة والمؤرخين وحتى العلماء لإبداء آرائهم حول الاحتمالات المتعددة التي يمكن أن تؤدي إليها. هذه الدراسة تسعى لاستعراض بعض النظريات الأكثر شهرة وتأثيرا حول كيف قد تصل الإنسانية إلى نهايتها.
بالرجوع إلى الكتاب المقدس، هناك العديد من النصوص الدينية التي تصور أحداث الكارثة العالمية. مثل قصة الطوفان الكبير كما وردت في سفر التكوين، حيث يعتبر نبي الله نوح وحده هو الذي تم إنقاذه مع مجموعة مختارة من الحيوانات بعد طوفان غمر الأرض كلها. بالإضافة إلى ذلك، يشير البعض إلى توقعات النبي عيسى عليه السلام بأن "النجوم ستغرب"، وهذا يُنظر إليه كإشارة محتملة لحادثة سماوية خطيرة.
في القرن الخامس عشر، ظهرت نظرية هيلوغا بريجارد الهولندية المبنية على تحليل كتاب الرؤيا. فيها، طرح فرضية كون عام ١٢٦٠ م بداية لعصر مظلم سيستمر لـ١260 سنة أخرى قبل مجيء المسيح الثاني. رغم أنها لم تتوافق تماما مع الأحداث الحقيقية، إلا أنها كانت لها تأثير كبير في تشكيل معتقدات الكثيرين آنذاك.
من الناحية العلمية، يتم التركيز بشكل متزايد على سيناريوهات مختلفة للانهيار البيئي العالمي. تغير المناخ Catastrophic climate change، وهو إحدى القضايا الشائعة اليوم بسبب انبعاث الغازات الدفيئة والتغيرات التي تحدث نتيجة لذلك في النظام الإيكولوجي لكوكبنا. هذا يحدث وسط مخاوف بشأن احتمالية ظهور أمراض جديدة مستقبلًا، وقد تكون مدمرة للغاية إذا ما انتشرت بسرعة وبشكل توافقي بين البشر.
وفي الوقت نفسه، هناك أيضًا اهتمام متنامي بما يسمى بالحرب النووية الهائلة War of extermination nuclear . فقد عبر الباحثون والأكاديميون عن قلق عميق بشأن احتمال خسائر بشرية هائلة وفيضانات إشعاعات كارثية بدون الاستعداد اللازم لها.
ختاماً، فإن فهم طبيعة ونطاق اقتراب نهاية عالمنا ليس أمرًا سهلاً ولا محسوماً حتى الآن. ولكن من المؤكد أنه ينبغي لنا جميعاً النظر بإمعان ودراسة الخيارات المختلفة والتحضير لأكثرها ترجيحاً وفق منظور علمي وعقلي سليم للحفاظ على وجود مجتمع بشري مزدهر ومستدام قدر المستطاع.