الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل الصلاة عماد الدين. إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به. وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية أداء الصلاة في وقتها، حيث قال الله تعالى: "فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (البقرة: 198-199).
النوم عن الصلاة يعتبر من الأمور المحرمة في الإسلام، حيث أن الصلاة لها وقت محدد يجب على المسلم أدائها فيه. يقول الله تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" (النساء: 103). فإذا نمت بعد دخول وقت الصلاة وعلمت أنك لن تستيقظ إلا بعد خروج الوقت، فإنك آثم، وإن كان نومك قبل دخول وقتها، فلا إثم عليك، ولو لم تستيقظ إلا بعد خروج وقتها.
يجب على المسلم اتخاذ وسيلة توقظ الإنسان كوضع منبه أو أكثر إن استدعى الأمر، أو توكيل من يوقظه، أو النوم مبكرا مثلا. يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء الشهري: "اصنع أموراً: الأمر الأول: أن تنام مبكراً، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، لأجل أن ينام الإنسان مبكراً حتى يستيقظ مبكراً".
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: "ثانياً: يجب على المسلم أن يفعل الأسباب التي تعينه على الاستيقاظ من النوم مبكرا، ووضع المنبه أو الطلب ممن يستيقظ مبكرا أن يوقظه لصلاة الصبح، ولا يعذر المسلم بنومه عن الصلاة دائما، ولا يصلي إلا عندما يطيب له القيام من النوم، لأن ذلك يعرضه للوعيد المذكور في قوله تعالى: 'فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا' (مريم: 59)، وقوله تعالى: 'فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون' (الماعون: 4-5)."
أما إذا نام المسلم قبل دخول وقت الصلاة واتخذ الأسباب اللازمة لإيقاظه قبل خروج الوقت، فلا يعد مفرطاً، ولا آثماً. ولكن إذا نام بعد دخول الوقت وعلم أنه لن يستيقظ إلا بعد