المنافقون هم الأشخاص الذين يظهرون خلاف ما يخفونه في قلوبهم، وهم يشكلون تحدياً كبيراً للمجتمع المسلم. يستدل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على وجود خصائص مميزة لهذه النوعية من الأشخاص التي يمكن التعرف عليها والتفرقة بينها وبين المؤمنين الصادقين.
في حديث شريف رواه البخاري ومسلم، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "ثلاثٌ من كن فيه كان منافقاً خالصاً". ومن هذه الصفات الثلاثة نذكر الغدر بالوعد والخيانة بالنعمة وكسر عهد الله. فالمنافق غالباً ما يكسر العهود ويخذل أصحابه عند الحاجة إليهم، وهو أيضاً غير وفّاءٍ بنعم الله ولا يحافظ عليها كما ينبغي. أما بالنسبة لكسر عهد الله، فهو عدم اتباع تعليماته وتعاليمه رغم علمه بها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك علامات أخرى تميز المنافق، منها الصدق مع الناس والكذب مع الله -سبحانه وتعالى-. يقول تعالى في سورة النساء الآية رقم 142:" إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى". هذا يعكس قلة اهتمامهم بطاعة رب العالمين مقارنة باهتمامات الدنيا الزائلة. كذلك فإن بعض أعمال الخير الظاهرة قد تكون مجرد ستار لأسوأ الأعمال الخفية، حيث يعدُّ القيام بحسنات خارج إطار الإيمان الحق مشكلة خطيرة جداً لدى الإسلام.
وفي الحديث نفسه المنقول سابقاً، ذكر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم شرط آخر هام للتمييز بين المنافق والمؤمن الأنقى والذي يتمثل بـ"إذا حدَّث كذب"، مما يعني افتقاده للأمانة حتى فيما يتعلق بالأحاديث اليومية البسيطة. وهذا يدل على ضعف الشخصية وعدم الاستقامة الروحية الناتجة عنهما بسبب انحراف القلب وانقطاع الوصل بالحقيقة الدينية.
ويُعتبر التجسس والنميمة فضائل شيطانية أخرى موصوفة بالمنافقين حسب السنة المطهرة أيضا، فالرسول صلى الله عليه وسلم وصف المنافق بأنه "الذي إذا حدث كذب, وإذا اؤتمن خان, وإذا خاصم فجر." وهذه صفاته الثلاث الفاضحة تشير بصراحة لعجز هؤلاء الأفراد عن تحمل المسؤوليات وحقيقتهم المخيفة خلف القناع الخارجي الجميل. ولذلك وجب التنبيه والحذر منهؤلاء.
ختاماً، إن معرفتنا لتلك التصرفات والأفعال المشينة والتي تعد أساس شخصية المنافق تساعدنا بشكل كبير لفهم طبيعة الخطيئة الإنسانية وأسبابها، وكذلك الدفاع ضد انتشار مثل تلك السلوكيات الضارة داخل المجتمعات الإسلامية المحافظة. وفي الأخير نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المسلمين وأن يصنع منهم قوة إيمانية نقية ونقية السريرة دائماً.