في الفقه الإسلامي، هناك أربعة أشهر تُعتبر مقدسة وذات مكانة خاصة في التقويم الهجري. هذه الأشهر معروفة بالأشهر الحرم وتحتل أهمية كبيرة بسبب حرمتها التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة. دعونا نتعرف معًا على الترتيب الدقيق لهذه الأشهر وكيف أثرت اعتباراتها الخاصة على المجتمع المسلم.
- رجب: يقع هذا الشهر بين شهري جمادى الآخرة وشعبان. وهو أول الأشهر الحرم حسب الترتيب السنوي للتقويم الهجري. جاء اسم "رجب" من الرجوب، أي الارتفاع والعزّة، ويعكس الاحترام الخاص بهذا الشهر عند المسلمين. وفقًا للتقاليد الإسلامية، يُحظر القتال خلال شهر رجب باعتباره وقتًا للمصالحة والأعمال الخيرية بدلاً من الصراعات العسكرية. كما يُنصح بتجنب الأعمال الضارة ويتشجع الناس على إقامة أعمال الرحمة والإحسان أثناء فترة هذا الشهر المباركة.
- ذو القعدة: يأتي بعد شعبان ويسبق شهر ذو الحجة مباشرةً. يشير اسم "ذو القعدة" إلى قيام الناس بالجلوس والتوقف مؤقتًا عن الحملات العسكرية احتراماً لحرمته؛ إذ يحظى بحماية كونه أحد الأشهر الأربعة المحرمة. ومع ذلك، فإن هذا المصطلح قد يوحي أيضًا بأن الناس كانوا يقعدون وينتظرون بداية رحلات التجارة والسفر المقدس في مكة المكرمة والتي كانت تبدأ عادةً عقب انتهاء أيام القُعود لهذة الفترة الزمنية المُقدَّسة . وهذا يعكس ارتباط هذا الشهر بالتجارة والصناعة بالإضافة إلى دوره الروحي والديني الواضح.
- ذو الحجة: يمثل نهاية العام الهجري ويبدأ فيه عيد الأضحى الأكبر والذي يتضمن فريضة الحج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهي حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا حسب ما أمر الله تعالى بذلك في كتابه العزيز وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. إن اختيار البدء بعيد الأضحى الكبير ضمن أشهر الحرم الثلاث يؤكد مكانتها الروحية العالية لدى المسلمين حول العالم. وقد سميت بهذا الاسم نسبة للحجاج الذين يؤدون طواف الافاضة حال الوصول لمكة المكرمة لإكمال شعائر تلك الفريضة الهامة والمعروفة أيضاً باسم طاف القدوم نظراً لما تحتويه مراسم الطواف فيها من تقديس ومعاني عميقة تتعلق بطاعة الخالق عز وجل وطريق الهداية للإنسانية جمعاء.
- محرم: يعد آخر الأشهر الحرم ويقع قبل بداية السنة الجديدة في التقويم الميلادي الغربي وبداية عام جديد ايضا في التقويم الهجري الإسلامي مما يدل على دور كبير ومؤثر لهذه المناسبة الدينية بالنسبة لمسيرة الأمور الدنيوية أيضا وليس فقط الجانب الروحاني منها وحده. يتميز بشهر رمضان المبارك الذي يلي موسم حصاد الشعير وعند العرب القديمة كان يسمى بمسميات مختلفة تشير لزرعه الشهير لكن منذ زمن الرسول الأعظم أصبح يعرف بـمحرم نسبة لتلك المقولة الشعرية الرائعة:"محرمٌ أنتَ يا شهرُ..." والتي تعكس مدى الجلال والفخر المرتبط بصورة عامة بكل מהות ذات علاقة به سواء كانت مرتبطه بفترة الاكتفاء الذاتي الغذائي كما مر معنا سابقا ام بالعادات الشعبية المتعلقة بها مثل الاحتفالات بعرس النبي موسى بن عمران وخروجه سالما من فرعون الظالم وغيرها الكثير مما يجسد بعض مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية المنبثقة عن تأثيراته الكبيرة داخل البيئة العربية بشكل خاص وعلى مستوى البشر كافة بلا استثناء!
وفي النهاية نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لكل خير وان يتقبل أعمال الجميع بأنه هو أكرم الأكرمين واسع المغفرة والجود والكرم جل وعلا ولا شريك له اذ ليس هناك مثله مطلقا فهو الحق المبين والحقيقة الوحيدة الناصعة الباهرة المعتمدة دوما فيما يخص جميع الامور بما فيها اوقات الاعداد لبدايات جديدة وايام مباركات مميزة كالاشهرالحرم تحديدا وذلك لاتباع سنة سيدنا ونبينا محمد صلوات ربنا عليه وعلى آله أجمعين ودخول شهر محرم اي العام ١٤٤٥ هجرية مظفرا برحمته ولطفه وعظيم فضله إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله دائما على رسوله الكريم وآله المطهرين الطاهرين المباركين والملائكة المقربين اجمعين الى يوم الدين آمين
