في الإسلام، يعتبر كلا من تبني الطفل ورعاية اليتيم أعمالاً نبيلة تعكس الرحمة والإحسان. ومع ذلك، هناك فروقات عميقة بين هذين المصطلحين من الناحية الشرعية والأخلاقية. فيما يلي تفصيل لهذه الفروق:
- التسمية: يُعرّف التبني في الثقافة العربية الغربية عادةً بأنه عملية وضع طفل ليس ولداً بيولوجياً للوالدين الذين يقومون بتبنيه قانونيًا. لكن في الشريعة الإسلامية، هذا المصطلح غير موجود بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، نجد مصطلحات مثل "الأخوة بالتبني" والتي لها معنى أخوي وليس أبواي كما هو الحال عند التبني التقليدي. أما الرعاية فتكون أكثر اتفاقا مع مفهوم العطف والمساعدة للمحتاجين والمعوزين، بما في ذلك الأطفال الأيتام.
- الحقوق والتزامات: عندما يتم تبنٍ وفق الأعراف الاجتماعية والعرفية خارج إطار الدين الإسلامي، يحصل الطفل المتبنى على الحقوق نفسها التي يحظى بها الأشقاء البيولوجيون؛ وهذا يشمل حقوق الميراث. بينما بالنسبة لرعاية اليتيم في الإسلام، فإنها تتضمن تقديم الدعم والحماية له بدون منح حق الميراث لأنه يبقى ابن جداده البيولوجيين بحسب الشريعة الدينية.
- الدور الأخلاقي والديني: كلتا العمليتين تستندان إلى قيم عالية ومبادئ إيمانية سامية، ولكن الاختلاف يكمن في الطابع الرسمي والقانوني للتدخل الخاص بالتكييف مقابل الطبيعة الإنسانية الخالصة لتوفير الاحتضان والكفالة لليتيم بناءً على القيم الحسنة وتعزيز التعاطف الاجتماعي العام.
- التأثير النفسي والجوانب الروحية: قد يؤثر الإسناد القانوني للأبوة عبر التبني سلباً على البنية النفسية للطفل وقد تؤدي إلى مشاكل الهوية وعدم الاستقرار العاطفي مقارنة برعايات اليتم التي تشجع ارتباط المعول عليه بذويه الأصليين وتقدم لهم الأمن والاستقرار ضمن أسرة متماسكة اجتماعياً ودينياً أيضاً.
هذه النقاط توضح بأن رغم التشابه الظاهري لمهام كليهما إلا أنه يوجد اختلاف واضح حول الجوانب الدقيقة لكل مسؤولية مما يستوجب فهم مناسب قبل انتهاج أحدهما حرصاً على تحقيق صالح المجتمع وبالتالي الصالح العام للحياة البشرية جمعاء.
