ينبغي للمصلي أن ينظر إلى موضع سجوده أثناء الصلاة، وفقًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة. فقد روى جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده" (رواه مسلم). كما ورد في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده، مما يدل على شدة الالتفات عن اليمين والشمال.
وقد اختلف العلماء في نظر المصلي حال قيامه في الصلاة، فقال الجمهور باستحباب نظره إلى موضع سجوده، وقال المالكية ينظر قدامه. ولكن جميعهم اتفقوا على أن من ترك النظر إلى موضع السجود فصلاته صحيحة، فغاية هذا الأمر أن يكون مستحبا.
ومن المهم أن نلاحظ أن نظر المصلي إلى موضع سجوده لا يعني أنه يجب عليه أن يغمض عينيه أو أن يلتفت إلى الناس المحيطين به. بل ينبغي له أن ينتبه لصلاته ويحضر بقلبها، حتى يؤديها على أكمل وجه. وقد رجح بعض أهل العلم عدم كراهية تغميض العينين أثناء الصلاة، لأن ذلك يجمع الخشوع وحضور القلب، ويمنع من إرسال النظر وتفريق الذهن.
وفي الختام، ينبغي للمصلي أن ينظر إلى موضع سجوده أثناء الصلاة، مع الحرص على حضور القلب والخشوع، دون أن يلتفت إلى الناس المحيطين به أو يغمض عينيه.