- صاحب المنشور: عبد القدوس بن عبد المالك
ملخص النقاش:في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، برزت العديد من القضايا الصحية النفسية كجزء حاسم ومهم. المجتمع العربي ليس استثناءً؛ حيث تواجه الفئات المختلفة فيه مجموعة من التحديات المرتبطة بالرعاية الصحية العقلية. هذه التحديات ليست مجرد مشاكل صحية فحسب، بل هي أيضًا انعكاس للتقاليد الثقافية والمعتقدات الدينية والتوقعات المجتمعية.
أولى هذه التحديات يتمثل في ال Stigma الذي يحيط بالقضايا النفسية. غالبًا ما يتعامل العرب مع الأمراض النفسية باعتبارها نقاط ضعف أو عيوب شخصية، مما يؤدي إلى تجنب البحث عن المساعدة الطبية. هذا الأمر يعزز الشعور بالعزلة ويجعل الكثيرين يخافون من الكشف عن حالتهم الصحية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض العادات الثقافية والعائلية على كيفية التعامل مع المرض النفسي. على سبيل المثال، قد يُنظر إلى طلب العلاج الطبي كمؤشر على عدم القدرة على تحمل الضغوط الداخلية أو الخارجيه.
التحدي الثاني يكمن في نقص البنية الأساسية للرعاية الصحية
على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، إلا أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الاستثمار والبرامج التعليمية للممارسين الصحيين. بالإضافة إلى ذلك، فإن توفر الخدمات عبر الإنترنت وغيرها من الوسائل الحديثة يمكن أن يلعب دور حيوي في تعزيز الوصول إلى الرعاية للأفراد الذين يعيشون في المناطق النائية أو غير المتصلة جيداً بخدمات الرعاية التقليدية.
التحدي الثالث مرتبط بتدريب المهنيين الصحيين
يتطلب تدريب الأطباء والممرضين والمختصين الآخرين فهم عميق لكيفية تأثير الدين والثقافة على طرق علاج الأمراض النفسية. إن توفير التدريب المناسب حول الاعتبارات الإسلامية والأخلاقية سوف يساعد هؤلاء المحترفين في تقديم رعاية أكثر فعالية وكفاءة تلبي الاحتياجات الخاصة لهذه المجتمعات.
دور الإعلام والتعليم
تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في رفع مستوى الوعي العام حول أهمية الصحة العقلية وتشجيع الناس على طلب المساعدة عند الحاجة إليها. كما ينبغي دمج مواضيع تتعلق بصحة الإنسان - نفسياً وجسدياً – ضمن المناهج الدراسية لتقليل الوصمة وتعزيز ثقافة قبول المشكلات النفسية بطريقة موضوعية ومنفتحة.
وفي النهاية، تعدّ جهود التصدي لتحديات الرعاية الصحية العقلية عملية مستمرة تحتاج الى تعاون بين مختلف القطاعات: الحكومية، الأكاديمية، الخيرية والدينية للحفاظ على رفاه جميع أفراد مجتمعنا العربي الغالي.