في خطبته، يركز النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية المراقبة الإلهية كدافع أساسي للعمل الصالح. بدءاً من الآية القرآنية "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، يؤكد الرسول الكريم على الرابط العميق بين العبادات والأعمال الخيرية وأهدافها الروحية. هذه الآية تشجع المسلمين على القيام بالأفعال الحسنة ليس فقط لتحقيق الفائدة الشخصية ولكن أيضاً لكي تكون تحت رقابة الله تعالى ورسوله الكريم والمجتمع المسلم الأوسع.
يذكر الحديث النبوي الشريف: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". هذا يعني أن نوايا الإنسان هي المحرك الرئيسي للأعمال التي يقوم بها. إذا كانت نيته خالصة لله عز وجل، فإن حتى أصغر الأعمال يمكن أن تكسب ثواباً عظيماً. بالتالي، يُشدّد القرآن والسنة على ضرورة الوضوح والتوجيه الدائم لأعمالنا نحو رضا الرب.
هذا التوجه نحو العمل الصالح لا ينفصل عن الحياة اليومية للمسلم؛ فهو يشمل الطاعة في كل جوانب الحياة - سواء كان ذلك في المنزل، محل العمل، المجتمع المحلي أو العالم الخارجي. عندما نعيش حياتنا بروح مراقبة الله ورعاية رسوله، نحن نساهم بشكل فعال في بناء مجتمع أكثر عدلاً وصلاحا.
ختاماً، دعونا نتأمل دائماً بأننا أمام عيون من خلقنا ويحب لنا الخير وهو سبحانه وتعالى الرقيب الذي يحفظ أعمالنا جميعها.