في مجال علم تفسير الأحلام، يعتبر ظهور الفأر وخوف المرء منه أمراً محيراً ولكنه قابل للتوضيح وفقاً للعديد من المفسرين الشرقيين. يُشير العلامتان الرئيسيتان هنا هما وجود الفأر نفسه والخوف المتعلق به بشكل متزامن.
بحسب كتب تفسير الأحلام المنسوبة إلى الإمام محمد بن سيرين، قد يشير الفأر إلى امرأة غير أخلاقيّة أو حتى سارقة. بينما يقول نفس المصدر بأن رؤية جرذ تشير عمومياً إلى عدم الخير. وبينما يتم قراءة الخوف من الفأر كتأكيد محتمل للحاجة إلى توخي الحذر ضد اللصوص والسراق. ويضيف عبد الغني النابلسي طبقات أخرى لهذه الرمزيات، موضحاً كيف يمكن اعتبار بعض الألوان رمزاً للعمر والمكانة الاجتماعية.
قد يحمل الخوف المرتبط برؤية الفئران إشارات حول مخاوف حقيقية بشأن العقبات والصعوبات المستقبلية في حياة صاحب الرؤية اليومية. ومع ذلك، فإن البعض يفسر الهلع والركض كنوايا سعيدة قادمة.
وفي ضوء السياق المنزلي، يقدم النابلسي العديد من الفرضيات بناءً على كمية وكيفية تواجد الفئران. فعلى سبيل المثال، قد يعني هروب الفئران من جزء معين من المنزل احتمالية اقتراب خطر لصوص، بينما تمثل مفارش الفئران البيضاء والسوداء عمر طويل لعائلة المنزل. ومن ناحية أخرى، تنبأت كثافة مجموعات الفئران بدخول النساء ذوات الأخلاق الضعيفة إلى تلك المنازل. وهناك أيضًا حديث مثير للاهتمام وهو أن لعب فأر واحد داخل منزل يعكس ازدهار الثروة المالية خلال العام المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد النابلسي أهمية فهم موقف الإنسان تجاه عملية القتل والإمساك بالفئران أثناء النوم. فهو يربط اصطياد الفأرة بالعلاقات الشخصية مع النساء الزائفات والمخادعات، مما يعني أن القضاء عليها يعني الشعور بالإنجاز بإبعاد شر مستتر.
وأخيرا وليس آخرا، يقيم مؤلفو كتب التفسير المختلفة مثل ابن سيرين وابن غنام تأثير مغادرة الفئران لمنزل أحدهم بطرق مختلفة تمامًا ولكن جميعها تتفق على اختفاء نعمة الربانية وفقدان البئركة داخله عندما يحدث هكذا تغيير في الوضع الداخلي للأرض المسكون بها. ويتوج الجميع بتوجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نحو التعامل الواجب اتباعه عند مواجهة التجارب المحزنة عبر الدعاء والاستعاذة بحماية الرحمن عز وجل لإبعاده عنها بكل سهولة وسلاسة قدرتها القدر القدير سبحانه وتعالى.