في الإسلام، يُعتبر أنبياء بني إسرائيل جزءًا مهمًا من سلسلة الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى البشرية. وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية، هناك العديد من الأنبياء الذين ينتمون إلى بني إسرائيل، وقد تم ذكرهم في القرآن الكريم بالترتيب الذي يظهر فيه فضلهم وخصائصهم.
أولاً، من المهم أن نلاحظ أن أفضل الأنبياء والرسل في الإسلام هم خمسة: محمد صلى الله عليه وسلم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام جميعًا. هؤلاء هم أولو العزم من الرسل، كما ذكر الله تعالى في سورة الأحزاب (35) والشورى (13).
أما بالنسبة لأفضل أنبياء بني إسرائيل، فالصحيح أن موسى عليه السلام هو الأفضل بينهم. هذا الرأي يتوافق مع ما ذكره الإمام ابن كثير في تفسيره، حيث قال: "ولا خلاف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضلهم، ثم بعده إبراهيم، ثم موسى على المشهور".
عندما نتحدث عن ترتيب أنبياء بني إسرائيل، يمكننا أن نرى أن الله تعالى بدأ في آية الأحزاب (7) بذكر الطرفين: أول الرسل وخاتمهم، ثم ذكر الثلاثة مبتدأ بإبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، بحسب ترتيب وجودهم عليهم الصلاة والسلام. هذا الترتيب يعكس فضلهم وخصائصهم.
فيما يتعلق بمسألة وجود أنبياء بعد عيسى عليه السلام، فمن المهم أن نوضح أن عيسى عليه السلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل الذين جاءوا بشريعة مستقلة عن شريعة عيسى. وقد ذكر أهل العلم أن أصحاب أهل القرية الثلاثة الذين أرسلوا إليها كانوا من أتباع عيسى عليه السلام. لذلك، فإن عيسى عليه السلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل الذين جاءوا بشريعة مستقلة.
بالنسبة للأثر المذكور عن سعيد بن المسيب، فقد ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير وغيره وقال عنه: "هذا إسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب"، لكن لم يذكر سعيد بن المسيب رحمه الله أن الدم هو دم يحيى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام. وقد فند ابن الأثير في الكامل كون الدم دم يحيى وذكر عن ابن اسحاق قصة أخرى جرت لبني إسرائيل بعد قتلهم يحيى مع ملك من ملوك بابل اسمه جودرس.
في الختام، فإن ترتيب أنبياء بني إسرائيل في الإسلام يعكس فضلهم وخصائصهم، وموسى عليه السلام هو الأفضل بينهم. وجود أنبياء بعد عيسى عليه السلام لا يعني نفي الضلالة عن النصارى، لأن الضلال غالبًا ما يكون نتيجة لالتباسات وتفسيرات خاطئة للشريعة.