في رحلة الإنسان عبر الزمان والمكان، يلتقي بالدين الإسلامي بإرشادات ومعاني غنية حول طبيعة الحياة الدنيا وجمال الخلود في الآخرة. يأخذنا القرآن الكريم في جولة هادئة ومفصلة تعكس هذه الحقائق بكل دقة وحكمة. إن فهم آيات الله تعالى المتعلقة بالحياة الدنيا والآخرة يُعد خطوة أساسية نحو الشعور بالرضى والتطلع للمستقبل الأبدي.
تبدأ الرحلة مع قوله تعالى في سورة طه، "وَإِنَّكَ لَتُمِيتُنَا ثُمَّ تُحْيِينَا"، مما يؤكد دورات البداية والنهاية التي يعيشها البشر منذ بدء الخلق حتى يوم القيامة. ثم ننتقل إلى التشديد العميق للقرآن بشأن أهمية العمل الصالح هنا لحصد الثمار الجيدة هناك كما جاء في سورة آل عمران، "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً".
أيضاً تشير الكثير من الآيات الأخرى بشكل مباشر وغير مباشر لهذه الحقيقة مثل سورة الأعراف، "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّثْلُكُم أَهْلُ الْمُشْرِكَاتِ فَدَمَرْنَا الْمُشْرِكَاتِ وَنَزَعْنَا ذَرِّيهَا"، وسورة الكهف، "وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكورا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير".
إن الجمع بين المعرفة بواقع الموت والحياة بعد الموت يساعد المسلم على تحقيق توازن نفسي وروحي وهو يستمد القوة من إيمانه الراسخ بأن كل عمل سيظهر يوم القيامة، سواء كان خيرًا أم شرًا. لذلك فإن اتباع نهج القرآن الكريم واستيعابه بشكل صحيح يمكن الأفراد من بناء مجتمع متوازن ومتماسك قادر على التعامل مع تحديات الحياة اليومية والإعداد للحياة الآخرة. وفي النهاية، هو الطريق نحو رضا الله سبحانه وتعالى والسعادة الأبدية حسب الوعد الرباني المطلق.