تعتبر مسألة غسل الشعر جزءًا أساسيًا من طقوس النظافة الدينية لدى المسلمين، خاصةً بالنسبة للسيدات. عندما تصبح المرأة في حالة الجنابة بسبب الجماع، الاحتلام، أو لأسباب أخرى مماثلة، فهي ملزمة بالتطهير بغسل الجسم كله وفقًا للشريعة الإسلامية.
وفقًا للعلم الشرعي، ليس هناك حاجة لتفريق الشعر قبل عملية الغسل في حالات الجنابة. وقد أعفى علماء الدين السيدات من هذه الخطوة نظراً لصعوبة الأمر، حيث يسمحن بإدخال الماء مباشرة تحت الشعر حتى وإن كان مجدولاً. لكن المدرسة المالكيّة لديها بعض الظروف المشترطة لهذه الاستثناء.
يشدد الفقهاء المالكيون على ضرورة تخفيف شدة الربط إذا كان الشعر مشدود بشكل مفرط لمنع دخول المياه بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يُسمح بتمرير الماء عبر الشعر المجعد بشرط ألا يكون كثيف التشابكات بحيث يحول بين الماء وشعر الرأس. ومع ذلك، ينصح هؤلاء الفقهاء بأن تكون كمية الخيوط المستخدمة قليلة عادة مثل خصلة واحدة أو اثنتين فقط.
وقد استندوا في آرائهم إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو داود وابن ماجه عن أم سلمة رضوان الله عليها والذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما يكفيك هذا يا أم سلمة تحثي ثلاث مرات ثم تطوفي".
ومع ذلك، هناك اختلاف بين المدارس الفقهية الأخرى حول كيفية التعامل مع تسريح الشعر خلال غسل الحيض أو النفاس. بينما يدعم الجمهور الأكبر للأئمة الثلاثة الأولين (الحنفية، والشافعيّة) وجهة النظر التي تقضي بعدم إلزامية التسريح في كلتا الحالتين، يؤكد البعض ضمن المذهب الحنبلي بأنه يجب التسريح خصوصاً عند مواجهة فترة الحيض والنفاس. ويستند هؤلاء للقاعدة العامة بأن تسريح الشعور أمر مطلوب عموماً لغسل الجسم ككل ولكن يستثنى منه حالات الجنابة بناءً على السنة النبوية المطهرة نفسها التي أكدت عدم أهمية التسريح فيها.
ومن الجدير بالذكر هنا اقتباس للإمام المرداوي رحمه الله من كتابه 'الإنصاف': "يجب تسريح شعور المرأة لرأسها لغسل الحيض، طبقا لما هو صحيح ومقبول في مذاهب اللحنة." وفي الوقت نفسه، ذكر الشيخ ابن قدامة المقدسي رحمه الله أنه رغم وجود أدلة تشير لذلك، فإنه ربما يكون مجرد سنة وليست فرضاً أساسياً نظرًا لكثرة استخدام نساء القرون الأولى لفكرة التحجين بدلاً من التقليد المعاصر للتسريحة الحديثة. وبالتالي، يبقى الموضوع محل نقاش وتعدد الآراء بين مختلف مدارس التفكير الفقهي المختلفة.