الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيما يتعلق بدوران الأرض، فإن القرآن الكريم يقدم دليلاً واضحًا على حركتها وسيرها وفق نظام محكم. ففي سورة يس، يقول الله تعالى: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم" [يس:38]. هذه الآية تشير إلى جريان الشمس في مسار محدد، وهو ما يؤكد حقيقة دوران الأرض حول الشمس.

كما أن الآيات الأخرى في القرآن الكريم تؤكد على حركة الأرض وسيرها. ففي سورة الأنعام، يقول الله تعالى: "وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون" [الأنعام:96]. وفي سورة لقمان، يقول الله تعالى: "وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلك تقدير العزيز العليم" [لقمان:29]. هذه الآيات تشير إلى حركة الأفلاك، بما فيها الأرض، وفق نظام محكم.

وقد أكد العلماء المسلمون على أن القرآن الكريم لا يتعارض مع الحقائق العلمية، بما في ذلك حقيقة دوران الأرض. فقد قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات: "ذلك تقدير العزيز العليم" [يس:38]، "ذلك تقدير العزيز العليم" [لقمان:29]، "ذلك تقدير العزيز العليم" [الأنعام:96]. فهذه الآيات تشير إلى أن الله تعالى هو الذي خلق هذا النظام المحكم للحركة والدوام.

ومن الجدير بالذكر أن بعض المفسرين قد فسروا كلمة "زوال" في آية "إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا" [فاطر:41] بأنها تعني "التنقل عن مكانها"، مما يشير إلى أن الأرض لا تزال عن مكانها. ومع ذلك، فإن هذا التفسير لا يتعارض مع حقيقة دوران الأرض، حيث أن الأرض تظل ثابتة بالنسبة لنا، ولكنها تدور حول نفسها وفق نظام محكم.

وفي الختام، فإن القرآن الكريم يقدم دليلاً واضحًا على حركة الأرض وسيرها وفق نظام محكم، دون تعارض مع الحقائق العلمية.