في عالم شتّان فيه الأخلاق والقيم الدينية, يبرز حديث النبي صلى الله عليه وسلم الأهمية البالغة لمنع الخصام والاستبراء منه. عندما يقول الرسول الكريم "من خاصم فجر"، فهو يحذر كل مسلم ومسلمة من عواقب هذا الفعل الشنيعة التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان البركة في الحياة الدنيا والآخرة.
خصومة الظلم ليست فقط خروجاً عن التعاليم الإسلامية بل هي أيضاً سلوك غير إنساني يؤذي الآخرين ويسبب الضيق والكراهية بين الناس. الإسلام يدعو للعدالة والإنصاف ويعارض بشدة الاستبداد وضرب حقوق الغير بالحكرة. إن خصومة الشخص ضد آخر لن تؤدي إلا لتدمير العلاقات الإنسانية وبالتالي تشكيل حياة مليئة بالنزاعات والصراعات.
بالإضافة لذلك، فإن الخصومة قد تجلب الخزي والعيب للمخاصم نفسه حسب ما ذكره الحديث النبوي الشريف حيث يعتبرونه كفرغور للسماء بسبب ظلمه وعدوانه على الحقوق الإنسانية. هذه العبارة تحمل رسالة قوية مفادها أنه حتى لو كان لدى شخص مظلوم حق واضح وصريح، فالاستمرار في الخصومة سيجعله يبدو وكأنه يسعى للانتقام بدلاً من البحث عن العدالة الحقيقية.
ومن وجهة نظر اجتماعية، يمكن القول بأن مثل تلك التصرفات تعزز ثقافة العنف وتضعف المجتمع لأنها تقوض أساس الثقة والأمانة والتي تعتبر ركائز أساسية لأي مجتمع متماسك وسليم. ومن هنا تأتي أهمية تنفيذ أحكام الشرع الإسلامي التي تدعو دائماً للتسامح والتفاهم وحل النزاعات بطرق سلمية وعقلانية.
ختاماً، ينبغي على المسلمين التأمل الجاد فيما يعنيه قوله صلى الله عليه وسلم "من خاصم فجر". فهم مطالبون بحماية حقوق بعضهم البعض داخل المجتمع وكذلك خارج نطاق العائلة والمجتمع المحلي. وفي الوقت ذاته، عليهم أيضاً الحرص على عدم الوقوع فريسة للأنانية والسعي نحو تحقيق مصالح شخصية على حساب الآخرين. بهذا النهج فقط سنحقق بيئة أكثر سلاما وأمانا وألفة كما رسم لنا ديننا الحنيف الطريق لها.
