الحياة في البرزخ هي فترة زمنية تمر على كل ميت، مسلم أو كافر، صالح أو طالح، ويجري خلالها فتنة القبر وهي سؤال الملكين، ثم النعيم أو العذاب. هذه الفترة تبدأ بقبض الروح والعروج بها والقبر وأحواله وأهواله المتضمنة لضمة القبر وسؤال الملكين الذي يتحدد به مصير المرء ويفسح له في قبره إن كان من الصالحين ويضيق ويشتعل عليه إن كان من الطالحين.
وفقًا للقرآن الكريم، يعرض على المرء مقعده في الجنة ومقعده في النار فيستبشر الصالح ويزداد الطالح غما على غم. يبقى المنعم منعما والمعذب معذبا إلى يوم يبعثون. هذه الحياة مغايرة للحياة في الدنيا، وللروح فيها تعلق بالبدن، وإن فارقته في وقت، ردت إليه في وقت آخر، كوقت السؤال، أو النعيم أو العذاب، وعند سلام المسلم عليه.
في الحديث الشريف الذي رواه البراء بن عازب، يصف النبي صلى الله عليه وسلم حياة البرزخ بعد الموت: "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بياض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر". ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه ويقول: "أيها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان". فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يتركها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلونها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها أطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض".
هذه الرحلة تستمر حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة حيث يقول الله تعالى: "اكتبوا كتاب عبدي في عليين". هذا هو البرزخ، فترة الانتقال بين الدنيا والآخرة، حيث تنتظر الروح بعثها يوم القيامة.