أثر الوسوسة على حياة المسلم: بلاء وكيفية التعامل معه

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن الوسوسة بلاء من الله عز وجل، وهي من كيد الشيطان لإغواء الإنسان. وقد حذرنا رسول

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن الوسوسة بلاء من الله عز وجل، وهي من كيد الشيطان لإغواء الإنسان. وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الوساوس، حيث روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".

إن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، وهي من أخطر الأمراض التي إذا تمكنت من العبد أفسدت دنياه وآخرته. وقد حذر أهل العلم من الوسوسة في المخارج مبينين خطرها، ومخالفتها للحنيفية السمحة. قال أبو الفرج ابن الجوزي: "قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب".

وعلى الموسوس أن يعلم أن الخشوع في الصلاة هو مقصودها الأعظم، وأن تلك الوسوسة والاسترسال معها يفوت ذلك المقصود. وعليه أن يعلم أن الله رحيم بعباده وأنه لا يكلفهم فوق طاقتهم فإن أتى بما يقدر عليه فقد فعل ما أمر به. وأما صلاته فصحيحه لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فما دام يجاهد نفسه في ترك هذا الأمر فلا حرج عليه إن شاء الله، ولا نظن مسلما يتعمد مثل هذا فما دام معذورا فقد رفع الله عنه الحرج.

ومن طرق علاج الوسواس القهري الإقبال على ذكر الله تعالى والإكثار منه، كما قال النووي رحمه الله: "أنفع علاج في دفع الوسوسة الإقبال على ذكر الله تعالى والإكثار منه". كما يمكن للمسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقول آمنت بالله، وأن يحرص على تلاوة القرآن ورقية نفسه بالرقية الشرعية عسى الله تعالى أن يشفيه من هذه الوساوس.

وفي الختام، نسأل الله العافية لكل مسلم من هذه الوساوس، وأن يرزقنا الثبات على الدين حتى نلقاه.


الفقيه أبو محمد

17997 블로그 게시물

코멘트