لماذا سُمّيت الأشهر بالتقويم القمري: رحلة عبر التاريخ وعلوم الفلك

على مر العصور، ارتبطت حركة القمر بالأرض بشكل وثيق، مما جعل التقويم القمري جزءاً أساسياً من حياة الإنسان البدائي والحضارات القديمة. يرجع سبب تسمية الأش

على مر العصور، ارتبطت حركة القمر بالأرض بشكل وثيق، مما جعل التقويم القمري جزءاً أساسياً من حياة الإنسان البدائي والحضارات القديمة. يرجع سبب تسمية الأشهر بهذا الاسم إلى دورة القمر حول الأرض والتي تستغرق حوالي 29.5 يومًا - وهي الدورة التي تعرف بدورتها البدرانية.

في الأصل، كانت الأيام تطابق مراحل نمو وهبوط قرص القمر المرئي في السماء؛ فكان أول شهر قمرياً هو الشهر الذي يبدأ عندما يبدأ ظهور الهلال بعد غروب الشمس مباشرةً، وهو ما يعرف الآن بشهر رمضان لدى المسلمين. أما باقي الأشهر فقد تم تحديدها بناءً على هذه النقطة المرجعية.

استخدم العديد من الحضارات المبكرة مثل البابليين المصريين القدماء والعرب تقاويم قمريّة لتتبع المواسم الزراعية والأحداث الاجتماعية والدينية. فعلى سبيل المثال، كان الفرس يقسمون العام إلى اثني عشر شهراً كل منها ينتهي بنصف القمر الأخير قبل بداية هلال الشهور الجديدة. وفي الشرق الأوسط الإسلامي، استُعمل تقويم هجري مبنيٌّ على دوران الأرض حول الشمس مدعَّماً بهديات أقمار محددة لكل موسم زراعي وديني مهم.

ومن ناحية علم الفلك الحديث، يمكن حساب فترات الظهور المرتقبة لمراحل القمر المختلفة باستخدام جداول رياضية دقيقة تعتمد على موقع كوكب الأرض واتجاه محور دورانها بالنسبة للشمس والقمر. ومع ذلك، تبقى دقة رصد الظواهر الطبيعية مرتبطة ارتباطا وثيقاً بتغيرات المناخ المحلية وظروف الرؤية الجوية وغيرها الكثير.

وبالتالي، فإن تسمية "الأشهر" بالتزامن مع حركات الأقمار تعكس تراث ثقافي عميق يعود جذوره لأصول أسلاف البشر وأساليب حياتهم الأولى منذ آلاف السنين!


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے