في هذا الحديث النبوي الشريف، يقدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دروسًا قيمة في كيفية تحقيق القوة والتمكين في الحياة، وكيفية مواجهة الصعوبات المختلفة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف" (رواه الترمذي).
في هذا الحديث، يوجه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى أهمية حفظ الله تعالى في حياتهم. حفظ الله يعني الالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه، وهو ما يؤدي إلى حفظه لعبده في الدنيا والدين. في الدنيا، يحفظ الله عبده في ماله وعائلته وصحته وبيته، ويبعث ملائكة لرعايتهم وحمايتهم من الضرر. وفي الدين، يحمي الله عبده من الوقوع في الشهوات والمعاصي.
كما يشدد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية التوجه بالدعاء والطلب من الله سبحانه وتعالى. الدعاء عبادة، ويعتبر من أهم مظاهر العبودية والخضوع لرب العالمين. في سؤال الله تركٌ لسؤال الناس وإهانة النفس إليهم، وفيه حفظٌ للكرامة والعزة.
ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة استعانة الإنسان بخالقه في كل أموره. من يعينه الله لن يخذله أحد، ومن خذله الله فلن يعينه وينصره أحد. استعانة العبد بخالقه تقوي إيمانه في القضاء والقدر، وتجعله واثقاً بنفسه وبربه، وغير خائفاً من كيد الأعداء.
في الختام، يذكرنا هذا الحديث النبوي الشريف بأن القوة الحقيقية تكمن في حفظ الله تعالى، وأن التمكين في الأرض يأتي من خلال الالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه.