يبلغ عدد سور القرآن الكريم وفق التقليد الإسلامي 114 سورة. تبدأ هذه السور بسورة الفاتحة وتختتم بسورة الناس. تنوعت السور بين الطويل والقليل المدى، حيث تعتبر سورة البقرة أطول السور بـ286 آية، بينما تعد أقصرها سورتين هما سورتي الكوثر والكافرون ولكل منهما ثلاث آيات فقط. يضم القرآن الكريم أيضًا سبع عشر سورة تتكون كل واحدة منها من أكثر من مائة آية.
يتضمن التصنيف العام للسور ما يعرف بالسوريّتين المكيّة والمدينة. تشير السور المكيّة إلى تلك التي نزلت قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، بغض النظر عن مكان النزول الجغرافي لها. أمّا بالنسبة للسوريّتين المدنية فهي تتعلق بما نزلت بعد انتقاله إلى المدينة، رغم أنها قد تكون مكتوبة أثناء وجوده في مكة. وبحسب بعض الروايات التاريخية، فإن هناك اثنتي عشرة سورة أخرى محل خلاف حول كونها مدنية أو ميكية. ومعظم الآيات المتبقية (ثمانٍ وثمانون سورة) يتم الاتفاق عليها بأنها تُنسب للمكيِّين بدون شكوك.
إن التفرد القرآني يكمن ليس فقط في عدده ولكن أيضاً في صفاته الخاصة. لقد وعد الله بتأمين الحفاظ على كلامه المقدس عبر الزمن والتاريخ, مما جعل الوحي كاملاً وغير قابل للتغيير. إن وجود سند متواصل ومترابط من خلال نقل النص بشكل شفهي ومباشر يعكس اتصال السلسلة الروائية منذ زمن الصحابة رضوان الله عليهم حتى عصرنا الحالي. علاوة على ذلك، يمتاز القرآن بشفاعته لصاحبه وهو دليل واضح لحقيقة وحدانية الله عز وجل ونبوءة رسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. بالإضافة لذلك فهو مصدر للنعم البشرية والعلاج النفسي والمعنوي، إذ يقول جل وعلا:" وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين." [الإسراء:٨٢]، مؤكدًا بذلك وظيفته العلاجية الرقيقة. إنها خاصية فريدة تدل حق الدلالة على عظم قدر هذا الكتاب العزيز ونبله.