دعا الله سبحانه وتعالى نبينا لوط عليه السلام لأجل إنقاذ شعبه الذين اختلطوا بالمعاصي والمنكرات. لقد عاش قوم لوط حياة مليئة بالفحشاء والشذوذ الجنسي، حتى وصلوا إلى مستوى من الانحراف البشع جعل من استمرار هذا الوضع أمرًا غير ممكن بالنسبة للرحمة الإلهية.
كانت دعوة لوط مستمرة ومسترسلة، لكن مع كل مرة كان فيها يعاني أكثر بسبب تحديات رفض المجتمع لها. بل وصل الحال بهم إلى محاولة طرده خارج المدينه لأنها كانت تعتبر تدخلاته انتقادًا لحياتهم الخاطئة. يقول القرآن الكريم "وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" [القمر:16].
وبعد طول انتظار وانكسار قلوب الأبرياء تحت وطأة الظلم الاجتماعي، جاء يوم العقوبة. أخبر الله رسوله بكل ما سيحدث، ثم ظهر لعنة الله فوق هذه المنطقة الشريرة خلال الليل بينما تم إنقاذ المؤمنين منهم فقط. وفي الصباح، تحول المشهد إلى كارثة حيث قامت الأرض بتقيؤهم تحت سفوحها، حيث دمرت المدينة تحت تأثير زلازل رهيبة وهجمات حجارة نارية أسقطتها السماء. كما حدث انفجار هائل نتيجة لتفاعلات الغاز الناجمة عن تلك الهزة العنيفة مما أدى إلى اشتعال النار بشكل مخيف وغير مسبوق.
كان جزاء هؤلاء الناس دليلًا واضحًا على عدالة الرب عز وجل وعلى أنه لن يدع الحق ينتصر رغم مرور الوقت. وإن قصة قوم لوط موجهة لكل البشر عبر التاريخ كموعظة وتحذير لمن تسول له نفسه اتباع خطوات مشابه.