متى وقعت غزوة مؤتة: تفاصيل تاريخية وأسبابها

غزوة مؤتة، التي تعد واحدة من أهم الغزوات في تاريخ الإسلام، وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة النبوية، أي في أغسطس أو سبتمبر من العام 62

غزوة مؤتة، التي تعد واحدة من أهم الغزوات في تاريخ الإسلام، وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة النبوية، أي في أغسطس أو سبتمبر من العام 629 ميلاديًا. هذه الغزوة، التي شهدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه، كانت بمثابة مقدمة لفتوح بلاد النصارى.

تقع مؤتة، وهي قرية تقع في أدنى بلقاء الشام، على بعد مرحلتين من بيت المقدس. سبب هذه الغزوة يعود إلى التوتر المستمر بين المسلمين والروم، حيث كانت الروم ومن والاها من العرب يضايقون المسلمين بطرق مختلفة، بما في ذلك محاولة التعرّض لتجارة المسلمين القادمة من الشام، وسلب ونهب القوافل الإسلامية التي تسير بطريقهم. وصل الأذى إلى أقصى حد عندما أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى لدعوته إلى الإسلام، لكن الرسول قوبل بالقتل.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش لقتال الروم وصدّهم عن أفعالهم الشنيعة. أمَّر على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال: "إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة". عقد لهم لواء أبيض ودفعه إلى زيد بن حارثة. أوصاهم بأن يأتوا مقتل الحارث بن عمير وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم.

نتائج غزوة مؤتة كانت مهمة. فقد أظهرت الروايات الواردة عن معركة مؤتة أن البيزنطيين استولوا على السلطة في المناطق الواقعة شرق نهر الأردن للحفاظ على فلسطين، وحماية السكان المحليين، وعودة الإمبراطورية البيزنطية إلى حدود أراضيها السابقة، وحماية الحجاج النصارى الذين يحجون إلى بيت المقدس وجبل نبّو، وتأمين طرق التجارة بين البدو وسكان سواحل البحر الأحمر.

هذه الأمور دفعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى حملة إلى تبوك الواقعة في شمال الحجاز، وواحة دُومة الجندل، مما جعل مواجهة خطر الدولة البيزنطية في البلقاء ضرورية لتجنب المشاكل الداخلية في الجزيرة العربية والحفاظ على انتصار المسلمين وشمولية الدعوة الإسلامية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات