يقع مسجد قباء في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، على بعد حوالي 3.5 كيلومترات من المسجد النبوي الشريف. وهو أول مسجد بني في الإسلام وأول مسجد بني في المدينة المنورة، حيث أسسه النبي محمد صلى الله عليه وسلم فور وصوله إلى المدينة المنورة بعد هجرته من مكة المكرمة. يقع المسجد في ضاحية تسمى قباء، وهي تقع على طريق الهجرة الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر برفقة أبو بكر الصديق.

مسجد قباء له مكانة خاصة في الإسلام، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزوره كل يوم ماشياً أو راكباً ليصلي فيه. وقد ورد في الحديث الشريف أن "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة". وهذا يعني أن من تطهر في بيته وعقد في نيته الصلاة في قباء يحصل له أجر عظيم، وهو أجر عمرة تامة.

كما أن مسجد قباء مذكور في القرآن الكريم في سورة التوبة، حيث يقول الله تعالى: "لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ". وهذا يدل على فضل هذا المسجد العظيم.

توالى على مسجد قباء عدد من الأئمة والخطباء والقراء، منهم محمد عابد، صالح المغامسي، د. عماد زهير حافظ، محمد الغامدي، محمد خليل، أحمد الحذيفي وغيرهم.

مسجد قباء شهد العديد من التوسعات والتجديدات عبر التاريخ، بدءاً من عهد الخليفة عثمان بن عفان وحتى العصر الحديث، حيث أجريت توسعة كبيرة في عهد الملك فهد آل سعود.

بهذا نرى أن مسجد قباء ليس مجرد مسجد تاريخي، بل هو مكان مبارك ذو فضل عظيم في الإسلام، ويستحق الزيارة والصلاة فيه.