يُعدّ العلم ركيزة أساسية في الإسلام، حيث حظي باهتمام كبير منذ نزول أول آية في القرآن الكريم تحث على القراءة والعلم، كما جاء في سورة العلق: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ". يؤكد الإسلام على أهمية طلب العلم باعتباره وسيلة لفهم الله تعالى وتطبيق مهمة الإنسان في الأرض المتمثلة بالاستخلاف. يفرق الله بين من يعلمون ومن لا يعلمون، مما يدل على مكانة العلم في الإسلام.
في الحضارة الإسلامية، برزت مساهمات كبيرة في مختلف مجالات العلوم، حيث ابتكر المسلمون علومًا جديدة وأطلقوا عليها أسماء عربية، مثل علم الجبر والكيمياء والمثلثات. كما طوروا المنهج العلمي القائم على التجربة والمشاهدة والاستنتاج، مستخدمين الرسوم التوضيحية في الكتب العلمية. أصبحت المكتبات الرئيسية مركزًا للترجمة والنقل والحفظ والتوزيع، وانتشر المرتجمون من مختلف الأجناس الذين أتقنوا اللغة العربية.
تطور المنهج العلمي لدى المسلمين بشكل ملحوظ، وبلغ ذروته في القرن الحادي عشر الميلادي، كما يتضح في أعمال العالم ابن الهيثم، رائد الفيزياء التجريبية. استخدم ابن الهيثم التجريب والقياس الكمي لتمييز بين نظريات علمية متكافئة، وألف كتاب "البصريات" الذي صحح فيه العديد من الأمور في مجال البصريات وأثبت أن الرؤية تحدث نتيجة للأشعة الضوئية المنعكسة على العين. كما اخترع أول جهاز شبيه بالكاميرا، والذي سُمي "قمرة".
بهذا، يبرز دور العلم في الإسلام كوسيلة لفهم الله تعالى وتطبيق مهمة الإنسان في الأرض، فضلاً عن مساهماته الكبيرة في الحضارة الإسلامية والمنهج العلمي.