شروط العمرة عن الحي والمتوفى: دليل شامل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: تعد العمرة عن الغير، سواء كان حياً أو ميتاً، من الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم القي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

تعد العمرة عن الغير، سواء كان حياً أو ميتاً، من الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم القيام بها. ومع ذلك، هناك شروط يجب مراعاتها لضمان صحة هذه العمرة.

فيما يتعلق بالعمرة عن الحي، يشترط أن يكون الشخص قد اعتمر عن نفسه أولاً، وأن يكون ذلك بإذن الشخص الذي سيتم الاعتمار عنه. كما يجب أن يكون الشخص غير قادر على أداء العمرة بنفسه عجزاً كلياً. قال ابن قدامة في المغني: "ولا يجوز الحج والعمرة عن حي إلا بإذنه، فرضا كان أو تطوعاً، لأنها عبادة تدخلها النيابة، فلم تجز عن البالغ العاقل إلا بإذنه كالزكاة".

أما بالنسبة للعمرة عن المتوفى، فيجوز ذلك دون إذن الشخص المتوفى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالحج عن الميت وقد علم أنه لا إذن له. قال ابن قدامة أيضاً: "وما جاز فرضه جاز نفله، كالصدقة، فعلى هذا كل ما يفعله النائب عن المستنيب مما لم يؤمر به، مثل أن يؤمر بحج فيعتمر، أو بعمرة فيحج، يقع عن الميت، لأنه يصح عنه من غير إذنه، ولا يقع عن الحي لعدم إذنه فيه".

ومن المهم ملاحظة أن عمل الميت ينقطع بوفاته إلا ما ورد النص بعدم انقطاعه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم.

وفيما يتعلق بالسؤال حول تكرار العمرة في نفس الرحلة الواحدة، يجوز للمسلم أن يؤدي أكثر من عمرة في نفس الرحلة بشرط أن يكون لكل عمرة نية مستقلة. كما يجوز للمسلم أن يحرم من أقرب حل من مكة وهو التنعيم إذا أراد أن يعتمر مرة أخرى بعد أن أدى عمرة أو أراد أن يعتمر عن والده المتوفى بعد أن أدى عمرة عن نفسه.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتأكد من مراعاة هذه الشروط لضمان صحة العمرة عن الغير، سواء كان حياً أو ميتاً.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات