شهدت الحقبة الثانية من الإسلام تغيرات كبيرة مع نهاية حكم بني أمية عام 132 هجرياً /750 ميلادياً. كانت هذه الفترة تتميز بالصراعات الداخلية والخارجية التي أدت إلى انهيار الخلافة الراشدة الثانية وتأسيس سلالة عباسية جديدة. يُعد هذا التحول التاريخي مفصلاً مهمّاً لفهم طبيعة النظام السياسي والعسكري والديني آنذاك وكيف أثرت تلك الأحداث على مسار التاريخ الإسلامي لاحقاً.
بدأت بوادر الانهيار حين بدأت العلاقة بين الحكام والأمراء تضعف بسبب سياسات الاستئثار والاستبداد التي اتبعها عبد الملك بن مروان ومن بعده ابنه الوليد الثاني ثم هشام بن عبد الملك. زادت قوة القبائل العربية المحلية مثل البربر الذين ثاروا ضد المركزية الشديدة للحكم الأموي مما اجتاحته الفوضى ووفر فرصة للخلافة العباسية للتقدم نحو مركز السلطة.
في الوقت نفسه، واجهت الدولة الأموية تحديات خارجية متزايدة خاصة من الفرس المسيحيين الذين كانوا يعتبرون تهديداً دائماً لحكومتهم. ومع ذلك، برز دور الجيش العربي بشكل كبير خلال فترة الحكم الأموي وقدّر لهم دوراً أساسياً سواء بالتوسع الجغرافي أو محاولات الدفاع عن الأرض المقدسة. لكن الداخل ظل مكاناً للنضال والصراع بين مختلف الطوائف والفئات داخل المجتمع المسلم الواحد.
مع انتقال الحكم لأخي هشام الوليد الثالث، تفاقمت حالة الانقسام أكثر حتى وصل الأمر لتصفية الأخير وعلى يد أخيه محمد الملقب بمروان الثاني والذي لم يتمكن أيضاً من تثبيت سلطاته. وفي عهد مرجانة آخر حكام البيت الأموي, اندلع تمرد واسع النطاق بقيادة أبو مسلم الخراساني أحد قادتها البارزين والمؤثرين بشدة في بناء العباسيين كسلطة جديدة. انتهى المطاف بحصار دمشق واستسلام المدينة للسنة الأولى للإمارة العباسية الجديدة بالإسكندرية مصر عام ١٣٢هـ/٧٥٠م والتي شهد بداية عصر جديد للدولة الإسلامية تحت قيادة أبي العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية، بينما رحلت أسرة الأمويين راجعة لبداية قصتهم ذات يوم وسط العراق الحالي وبالتحديد مدينة حمص بسوريا حاليّاً منتقلين إليها عقب مقتل خليفتهم الأخيرة مرjson_encode(محمد).
