يُعدّ القرآن الكريم مصدراً رئيسياً لفهم صفات المؤمنين الحقيقيين، حيث يصف الله تعالى في كتابه العزيز صفاتهما وخصائصهما التي تميزهما عن غيرهم. هذه الصفات ليست مجرد كلمات، بل هي مبادئ عملية يجب على كل مسلم أن يسعى لتحقيقها في حياته اليومية.

في الآية الكريمة "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (الأحزاب: 35)، يذكر الله تعالى عشر صفات للمؤمنين والمؤمنات، وهي: الإسلام، والإيمان، والقيام، والصدق، والصبر، والخضوع، والتصدق، والصيام، والحفاظ على الفروج، والذكر الكثير.

الإسلام هو الاستسلام التام لله تعالى، وهو أساس الإيمان. أما الإيمان فهو التصديق الجازم بما جاء به الرسول ﷺ، وهو يتضمن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. القيان هم الذين يطيعون الله في السر والعلن، والصادقون هم الذين يلتزمون بالصدق في أقوالهم وأفعالهم. الصابرون هم الذين يتحملون المصائب والصعوبات بثبات وثقة بالله. الخاشعون هم الذين يخضعون لله تعالى في كل أمورهم. المتصدقون هم الذين ينفقون من أموالهم في سبيل الله. الصائمون هم الذين يمتنعون عن الطعام والشراب وغيرهما من المحرمات خلال شهر رمضان وغيره من الأوقات المحددة. الحافظون لفروجهم هم الذين يحافظون على عفتهم ويبتعدون عن الفواحش. الذكر الكثير هو تذكر الله تعالى في كل وقت وحين.

هذه الصفات ليست مجرد كلمات، بل هي مبادئ عملية يجب على كل مسلم أن يسعى لتحقيقها في حياته اليومية. فالمؤمن الحقيقي هو الذي يظهر هذه الصفات في أقواله وأفعاله، ويجعل منها منهجاً لحياته. ومن خلال اتباع هذه المبادئ، يمكن للمسلم أن يحقق رضا الله تعالى ويضمن له المغفرة والأجر العظيم في الدنيا والآخرة.