سورة النحل هي السورة السادسة عشرة في ترتيب المصحف، وقد سبقتها سور: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ويونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر. أما في ترتيب النزول، فكان ترتيبها التاسعة والستين، وكان نزولها بعد سورة الكهف.
تتكون سورة النحل من ثمان وعشرون ومائة آية، وسميت بسورة النحل لقوله تعالى فيها: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا..." (النحل: 68). وتسمى أيضًا بسورة النعم لأن الله تعالى عدد فيها أنواعًا من النعم التي أنعم بها على عباده.
سورة النحل من السور المكية، أي التي كان نزولها قبل الهجرة النبوية الشريفة. وقد أجمع جمهور العلماء على أنها مكية كلها، باستثناء ثلاث آيات من آخرها والتي نزلت بين مكة والمدينة في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد.
تتناول سورة النحل موضوعات متنوعة مثل توحيد الله تعالى، خلق السماوات والأرض والإنسان، نعم الله على عباده، وحكمته في خلق الدواب والأنعام، وهداية الله لعباده عبر رسله. كما تذكر السورة عاقبة الكفر والجحود بالنعم، وتؤكد على حتمية عذاب الله للظالمين مهما أمهلهم.
وتعد سورة النحل من السور التي تحتوي على العديد من الآيات التي تشير إلى نعم الله على عباده، مما يجعلها تسمى أيضًا بسورة "النعم". وتذكر السورة أن كثيرًا من البشر يقابلون هذه النعم بالجحود والكفران، رغم أن الله سبحانه يغمرهم بإحسانه وكرمه.
وفي الختام، فإن سورة النحل تعد من السور الهامة التي تحتوي على توجيهات سامية وآداب عالية وإرشادات حكيمة ومجادلات بالتي هي أحسن.