أثر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم العميق في الثقافة والتاريخ التركي

تركيا، الدولة الواقعة بين الشرق الأوسط وأوروبا، لها تاريخ طويل ومتنوع يعكس التأثيرات المختلفة التي شكلت هويتها الثقافية والدينية. ومن بين هذه التأثيرا

تركيا، الدولة الواقعة بين الشرق الأوسط وأوروبا، لها تاريخ طويل ومتنوع يعكس التأثيرات المختلفة التي شكلت هويتها الثقافية والدينية. ومن بين هذه التأثيرات البارزة جاء الإسلام خلال الفتح الإسلامي تحت قيادة الخلفاء الراشدين، ولكن بشكل خاص كان للأثر الشخصي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم تأثير عميق ومديد حتى يومنا هذا.

في الفترة الأولى للإسلام، لعبت الحملات العسكرية التي قادها صحابة النبي مثل خالد بن الوليد وسيف الدين خليفة دوراً حاسماً في دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة التركية. ومع ذلك، فإن انتشار الإيمان الحقيقي والنظام المجتمعي للمسلمين لم يكتمل إلا بعد زمن واسع الزمن وبعد وفاة النبي مباشرةً.

خلال القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، بدأ الخلافة العباسية بتوسيع نفوذها شرقاً غرباً، مما أدى لاحتضان الكثير من القبائل التركمانية للعقيدة الإسلامية الجديدة. كانت أول دولة تركية إسلامية مستقلة هي سلالة السلاجقة، الذين حكموا ما يعرف الآن بالشرق الأدنى بما فيه تركيا الحديثة منذ العام 1045 ميلادياً تقريباً. وقد أسهم هؤلاء في تعزيز مكانة اللغة العربية كجزء مهم من الحياة اليومية والثقافة الأدبية للدولة الناشئة.

بالإضافة لذلك، يمكن تتبع العديد من المعالم الدينية والتراثية المرتبطة بالنبي صلى الله عليه وسلم داخل الحدود التركية نفسها؛ فهناك سبيل روضه المحروس القريب من مدينة إسطنبول والذي يحتوي ضمن مدافنه على عدد غير معروف من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا. ويُعتبر المسجد الأزرق أحد أشهر معالم المدينة وهو تحفة فنية معماريّة عُرض عليها مجموعة كبيرة من فسيفساء الفسيفساء المبهرة. كما يشهد مسجد السلطان أيوب سلطان وغيره عدداً هائلاً من الآبار والشوارع والأزقة التي تحمل ذكرياتها التاريخية الخاصة بالعصر العثماني الغني بالتقاليد الروحية والعادات الإسلامية.

وفي الجانب الاجتماعي، تقدمت البلاد بخطوات واسعة نحو التحضر أثناء فترة الحكم العثماني مستندة لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم الشاملة لحياة المسلمين والتي تشجع التعليم والمعرفة وحماية حقوق النساء والأطفال والمجتمع الفقير بشكل عام - كل تلك الأمور التي تتميز بها المجتمعات المستديمة الصلدة بطابع تراثيه قبليه وثقافي غامر يغمر قلب الجمهورية التركية الحديثة. وبالتالي أصبح الإسلام ليس فقط دين الشعب بل جزء من هويتهم الوطنية الجامعة.

الخلاصة هنا أنها رغم مرور أكثر من ألف سنة ولادة النبي الكريم وما يصاحب ذاك الأمر من تغييرات اجتماعية واقتصاديه وعلميه متلاحقه ، حافظ شعب تركيا بإصرارٍ وتقدير عالٍ لما خلفوه خلفاهم عبر القرون الطويلة بمفردات مقدسات ودلائل حضارية ترتبط ارتباط وثيق بشخصيات عظماء ومشاهير العالم الاسلامي كلهم اجمعين قدوة لنا جميعاث .


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer