الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
الفرق بين المسلم والمؤمن هو موضوع مهم في العقيدة الإسلامية، حيث يرتبط بتحديد مرتبة الفرد في الدين. وفقًا للعلماء، فإن الإسلام والإيمان هما مصطلحان متداخلان، لكنهما يختلفان في معناهما. الإسلام يشير إلى الأعمال الظاهرة، بينما الإيمان يشمل الاعتقادات الباطنة.
في القرآن الكريم، نجد أن كل مؤمن مسلم، ولكن ليس كل مسلم مؤمن. هذا واضح في الآية الكريمة: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا و لم يدخل الإيمان في قلوبكم" (الحجرات: 14). هنا، يبين الله أن الأعراب ادعوا الإيمان، لكنهم لم يمتلكوا الإيمان الحقيقي في قلوبهم.
أما في السنة النبوية، فقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفرق في حديث جبريل، حيث قسم الأمة إلى ثلاثة أقسام: المسلمون، والمؤمنون، والمحسنون. المسلم هو الذي أدى واجبات الإسلام الظاهرة، والمؤمن هو الذي أدى واجبات الإيمان الباطنة والظاهرة، أما المحسن فهو الذي وصل إلى أعلى درجات الإيمان بالإحسان.
ومن هنا، يمكن القول إن كل مؤمن مسلم، ولكن ليس كل مسلم مؤمنا. فالمسلم قد يكون مؤمنا في بعض الأحوال، ولكن ليس في جميعها، بينما المؤمن مسلم في جميع الأحوال.
وفي الختام، يجب أن نلاحظ أن الإسلام والإيمان هما مرتبتان متداخلتان، ولكنهما يختلفان في معناهما. كل مؤمن مسلم، ولكن ليس كل مسلم مؤمنا. هذا التفصيل مهم لفهم مرتبة الفرد في الدين الإسلامي.