- صاحب المنشور: وداد بن الماحي
ملخص النقاش:
في أعقاب أكثر من عقد من الصراع المستمر، تظل الحالة الإنسانية في سوريا واحدة من الأسوأ على مستوى العالم. يواجه ملايين المدنيين الذين لم يغادر البلاد أوضاعًا معيشية كارثية، حيث يعاني الكثير منهم من الجوع والفقر وعدم الوصول إلى الرعاية الصحية الكافية والمياه الآمنة والمرافق الطبية الضرورية الأخرى. هذه الأزمة تتطلب جهداً عالمياً فوريًا ومستمراً لتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية لحماية حياة المواطنين السوريين الأصليين والحفاظ على كرامتهم.
التحديات الرئيسية التي تواجه تقديم مساعدات إنسانية فعالة في سوريا:
- الصعوبات اللوجستية: تشكل الخرائط المعقدة للسيطرة الإقليمية والتوترات السياسية عوائق كبيرة أمام توصيل المساعدات عبر الحدود وضمان تسليمها للمحتاجين مباشرة.
- الوصول المحدود: غالبًا ما يُمنع العاملون في المجال الإنساني من دخول المناطق الأكثر تضررًا بسبب القوانين المحلية والقانون الدولي المنظم للأزمات الإنسانية. يؤثر هذا بشدة على قدرتهم على تقييم الاحتياجات الفعلية وتوزيع المساعدات بشكل فعال.
- تآكل البنية التحتية: أدى الدمار الواسع الناجم عن الحرب إلى تعطيل الخدمات الأساسية مثل نظم المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الطبية. يتطلب إعادة بناء هذه القطاعات استثماراً مالياً هائلاً وهو أمر غير ممكن حاليًا ضمن البيئة الراهنة لسوريا.
- التكاليف المتزايدة: ارتفعت تكلفة العمليات الإنسانية بشكل كبير نظرًا لعدم الاستقرار طويل الأمد وانتشار المخاطر الأمنية مما زاد من خطر تعرض العاملين بالمجال للإصابة والإصابات المرتبطة بالأعمال الخطرة. كما أثرت العقوبات الاقتصادية المفروضة أيضًا على القدرة الشرائية لمنظمات المساعدة الدولية، مما حدّ من كميات وشروط الحصول على المواد الغذائية والأدوية وغير ذلك من الضروريات الأساسية.
- ضعف الشبكات الاجتماعية: فقد الكثيرون شبكاتهم الاجتماعية أثناء نزوحهم واضطرارهم للانتقال مرات متعددة داخل وخارج بلدهم الأم. وهذا يخلق حاجة ملحة لدعم المجتمعات بأكملها وليس الأفراد فقط لإرساء الشعور بالأمان الاجتماعي والثبات النفسي والسلوكي لدى الناس لفترة طويلة بعد انتهاء الظروف المؤلمة الحالية.
- الحاجة الملحة للاستدامة: تحتاج جهود المساعدات إلى التركيز ليس فقط على التدخل القصير الأجل ولكن أيضا دعم خطوات نحو التعافي والاستعداد لأي اعتداء محتمل مستقبلا وذلك عبر تقوية النظام العام للمجتمع وإعادة تأهيله اجتماعيا واقتصاديا وبالتالي تحسين نوعيه الحياة اليوميه للسكان المحليين .
أهمية الاستجابة العالمية الفورية:
إن مواجهة حالة الانسداد الحالي تتطلب تعاون الجميع واتخاذ إجراءات جريئة وقائمة علي السياسات العامة لتحقيق السلام المبكر والمعقول الذي ينهي المعاناة ويمكن الشعب السوري من العودة لبناء حياته مجددًا بدون مزيدٍ من الألم والخوف وانعدام الامان . ومن بين تلك الاجراءات :
زيادة تمويل المنظمات الحكومية وغير الحكومية: إن زيادة التمويل ضرورية للحصول على موارد إضافية للمشاريع المتخصصة بتلبية الاحتياجات الأولويات والتي تستهدف بالفعل أشخاصا مهددين باخطار الموت نتيجة لعوامل اخرى بخلاف قصف الاطفال والجرحى مثلا . ولذلك، يمكننا ان نساهم بذلك بموجه راسمالي جديد يستحدث فرص عمل وعطاءات منتجة خارج نطاق النزاعات بسوريا ، بالإضافة الي توسيع حملاته الدعائيّة لاتجاهات العمل الخيرية ذات التأثير الأكبر بالنسبة للمجموعات السكانية المصابة بكوارث طبيعية أخرى كذلك .