نشأت الدولة الفاطمية كمملكة مسلمة زاهية في القرن الثالث الهجري، وكانت معروفة أيضًا باسم "دولة بني عبيد" نسبة إلى مؤسسها عبيد الله المهدي. تأسست هذه الدولة نتيجة لحملة دعائية منظمة قادها أبو عبد الله علي بن حوشب عبر المناطق المغاربية. وأعلن رسميًا قيام الدولة الفاطمية مع تتويج عبيد الله المهدي كأول خلفاء الفاطميين في العام 297 هـ.
بعد عدة سنوات من النضال والتوسع، نجح الفاطميون في الاستقرار بمصر التي اختاروها عاصمة لهم وعرفوها باسم "القاهرة"، وذلك تحت حكم الخليفة الفاطمي الرابع والمعروف باسم المعز لدين الله. شهد عصر الفاطمي المبكر نهضة ثقافية واقتصادية كبيرة جعلتهم قوة مؤثرة في العالم الإسلامي آنذاك.
تولى تسعة خلفاء سدة الحكم أثناء فترة دولتنا الفاطمية؛ بدايةً مع عبيد الله المهدي وانتهاءً بالعاضد لدين الله والذي ضعفت سلطته بشكل كبير قبل سقوطها الأخير على يد صلاح الدين الأيوبي عام 567هـ/1171م تقريباً. شهدت حقبة الفاطمي أوج ازدهارها حينما وصل النفوذ الإداري والعسكري والفكري لأعلى مستوياته، لكن سرعان ما بدأت علامات الضعف بالنفاذ وسط انحسار الدعم الشعبي مما حال دون مواجهة تحديات داخلية وخارجية أدت لسقوط مملكتهم تدريجياً.
ترك خلفاء الدولة الفاطمية بصمة واضحة على عالمنا الإسلامي وموقع مصر الجغرافي الخاص، إذ تركوا وراءهم تراثاً فنياً وثقافياً غزيراً ولا يزال بعض آثارهم قائمة حتى اليوم شاهداً على مجدهم القديم.