ولد القائد العسكري الإسلامي المخضرم خالد بن الوليد، والمعروف باسم "سيف الله"، في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية عام 592 ميلاديًا. وكان ذلك قبل ظهور الدعوة الإسلامية بثلاث عشرة سنة تقريبًا. نشأ خالد في أسرة عربية كريمة تنتمي إلى قبيلة قريش التي كانت تحكم مكة آنذاك. وقد أثرت البيئة الثقافية والدينية لهذه الفترة بشكل كبير على شخصيته وتوجهاته المستقبلية.

بعد إعلان النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالته، كان لدى خالد رفض أولي للدين الجديد بسبب انتماءاته الوثنية التقليدية. ومع ذلك، فإن شجاعته وشخصيته الفذة لم يخطئهما أحد حتى المحاربين المسلمين الأوائل الذين كانوا يعلمون بمواهبه العسكرية الاستثنائية. وفي النهاية، أدت ظروف معينة إلى اعتناق خالد للإسلام تحت تأثير الزعيم السياسي العظيم أبو بكر الصديق رضي الله عنه. ومنذ تلك اللحظة، أصبح واحداً من أكثر الجنود ولاءً ونزاهة ضمن صفوف الجيش الإسلامي الناشئ.

لقد تركت مهارات خالداً كمحارب وطموحه الدؤوب بصمة واضحة خلال غزوات الفتح الإسلامي المبكرة، بما فيها غزوة مؤتة وغزو الشام وفتح العراق وخراسان وغيرها الكثير. لقد برع حقاً كمخطط استراتيجي واستراتيجي حربي بارع، مما جعله يحظى باحترام غير مسبوق بين الأفراد المؤثرين في المجتمع المدني والإسلامي alike . وبفضل تفانيه وإخلاصه وجهوده الجبارة، ساهم خالد بن الوليد بشكل هائل في توسيع رقعة الدولة الفتية وتمتين أساساتها المتينة التي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا بعد مرور أكثر من ثلاثة عشر قرنًا مضت منذ مولده المبارك في قلب الحرم المكي.