ترسخ مكانة الصدقة الرفيعة في الدين الإسلامي باعتبارها عملاً مهماً ليس فقط لتحقيق الوئام الاجتماعي ولكنه أيضاً طريق نحو الرحمة الروحية والخلق الحسن. تتعدى مزايا هذا العمل الخيري حدود العالم الدنيوي لتشمل الجنة والفوز الجزيل فيها. إليكم بعض الفوائد الجلية للصدقة التي أكدتها تعاليم الإسلام:
فوائد الصدقة في الدنيا:
- إطفاء غضب الرب: يُعتبر إخراج الزكاة والصدقات أحد أكثر الطرق فعالية للتخلص من عقاب الرب الغاضب. عندما نعصي الله يمكن أن يغضب، ولكن بإطلاق لسان الصلاح عبر أعمال البر، يتم رفع غضبه ومحل مكانه رضاه. قال صلى الله عليه وسلم "والله لا يؤمن"، متحدثاً عن شخص آخر غير راضي حتى يرضى له الناس". وهذا يشجع المسلمين على تبني تفكير شامل تجاه الآخرين، مما يخفض احتمالات غضب رب العالمين.
- تطهير النفس وتحسين الشخصية: تؤدي عمليات التعاطف الإنسانية مثل الصدقات إلى خلق طبائع نقيّة وشخصيات كريمة. فالصدقة ليست مجرد نقل الأملاك بل إنها عملية نبيلة ترتكز على فهم احتياجات الفقراء والمعوزين. يقول الرسول محمد "حقوق المسلم على المسلم خمس" وقد احتلت إحدى الحقوق أهميتها: "(..). إذا دعيت فأجب."
- زيادة الثروة واستدامتها: وفقاً للنبي الأكرم "مال يأكل بدون مضغ"، اشارة الى ان المال المستثمر حلال وغير مستعار لن ينقص أبداً بسبب وجود بركات خاصة مرتبطة بتوزيعه بشكل صحيح مصداقا لما جاء في قوله عز وجل:" يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ." [البقرة : ٢٦٧].
- الدفاع ضد المصائب: تعتبر الصدقات دفاع طبيعي ضد المصائب والحوادث المؤلمة سواء كانت مادية أو معنوية بحسب قول النبي "المال يوم القيامة ستة أشياء منهم خبز يصبر به الرجل وجهه.." وهو بذلك يحذرنا من الاستغراق بالقوت اليومي ونسيان الجانب الأخروي للحياة والذي يعد أساس للنجاة منها أيضا حسب حديث آخر لأبي هريرة "كل ابن آدم مكتوب غرته..." تشدد مواقف الرسالة المحمدية هنا ضرورة تراكم الأعمالالصالحه بما فيها إبقاء جزء من رزق الإنسان لدى ذوي الظروف المالية الصعبة وسط مجتمعنا وذلك لحماية ذاتية الفرد أمام تهديداته المختلفة ابتداء بالسقم وانتهاء بالقتل وما بينهما من هول العواقبية.
- التعاون الاجتماعي وبناء مجتمع متماسك: تشجع الإسلام بشدة على روح التكاتف وتعزيز العلاقات الاجتماعية القائمة على حسن المعاملة وصلة الرحم وكذا تحويل القلب نحو رحلة البحث عن طرق مختلفة لمساعدة أقل حظه بعد توفر الاحتياجات الأولية لكل فرد مسلم مؤهل لذلك الأمر نظرا لرؤية النبي المذكورة سابقا حول كون الجسم الواحد مثال حي لترابط الأفراد ضمن دائرة دين واحدة والتي بموجبها سيكون سقوط عضو واحد مدعاة للشُعث العام والجُرح الداخلى غير المغفل بالنسبة لبقية الأعضاء الأخرى داخليا وخارجياً كذلك حالة استرخاص الضعفاء دون مراعات حقوقهم أو عدم صرف انتباه الكثير ممن حولهم ممن يملك القدرة المادية والإمكانيات اللازمة لمن يساعد هؤلاء المُستضعفين.
- شفاء بدن ورواح نفس: أخيرا وليس اخراً ، تعد الصدقات العلاج الطبيعي للجسد والنفس البشرية بنفس درجة فعاليتها ضد الانحرافات الداخلية كالغرور والاستبداد وهكذا فإن طاعة أمر الله فيما منح لنا هو السبيل الوحيد للاستقرار الذاتي والقناعة الذاتيه بكافة جوانب حياتنا إذ أنه مجلبة لسعادة دائم وصحيح ويمكن الوصول لها فقط باتباع الطريق القويم رغم شدائده وظلمه أحياناً لكنه قطعي الوجهة نحو بارئه غافر الذنب وقابل للدعوات لمن يطيعه ويعيش حياة تزكية وتنميق وانفتاح روحي جعله سبحانه اساس اساسي لجنت خلود ابناء وطنه المكرمون بجوار نعمته لعباده المقصرين مثلك ومثل اي مستمع جديد لهذه النصائح المقدسة الصادقة...