في سورة هود الآيات 77-84، يصف القرآن قصة قوم لوط بشكل مرعب وصادق. كان هؤلاء الناس معروفين بالفسق والفجور، فقد كانوا يستحلون الفواحش والموبقات التي حرمها الله تعالى. عندما جاء النبي لوط عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الواحد الأحد وإلى ترك الملذات المحرمة، رفضوه واستكبروا عنه.
كان رد فعل الرب عليهم شديدًا بالتأكيد، إذ عاقبهم عقابا غير مسبوق في التاريخ الإنساني. بعد دعوة النبي لهم ثلاث مرات متتالية ودعوات سماوية أخرى للتوقف عن ذنوبهم وموبقاتهم، بدأ العذاب ينزل بهم تدريجيًا. وفقًا للآيات القرانية، أرسل الله أمطاراً من الطين المتفحم ليهلك كل ما فيها من زرع وأهل. ثم تحولت هذه الأمطار إلى حجر جامد بسبب البرق والشرارة النارية القاسية. هذا الحجر لم يكن كأي نوع آخر من الأحجار؛ بل كانت أحجارًا سوداء مصطفَّة كالطوب المرتبة بعضها فوق بعض مما جعل الأرض تشبه صخرة واحدة صماء بلا حركة ولا حياة عليها.
بعد ذلك، استمر العذاب في صورة زلازل مدمرة أدت لتدمير بيوتهم وسقوطها عليهم وعلى رؤوسهم وبناتهم وزوجاتهم وعشيرتهم جميعا - كما ورد في القرآن "ولقد تركناك محدثًا للناس رسولًا". إنها نهاية مؤلمة لأولئك الذين اختاروا طريق الخطيئة والمعاصي بدلاً من طريق الحق والعفة والإيمان.
هذه الرواية التوراتية تؤكد أهمية اتباع تعاليم الدين الإسلامي والتذكير بأن الله عز وجل قادر على إرسال العقوبات لمن يعصونه ويضلون عن سبيله المستقيم. إن قصة قوم لوط هي درس تاريخي عميق للمؤمنين بأن الرحمة الإلهية دائما مرافقة للعقاب عندما يأتي الوقت المناسب لذلك حسب حكمته سبحانه وتعالى.