معاذ بن جبل، الصحابي الجليل أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي، يتميز بصفات خلقية وجسدية بارزة. من الناحية الجسدية، كان طويل القامة، حسن الشعر، عظيم العينين، أبيض البشرة، وبرّاق الثنايا. أما من الناحية الخلقية، فقد كان معاذ بن جبل رجلاً جميل الجوهر، مهيباً ووقوراً، يتحدث بكلمات كأنها لؤلؤ مرصوص. كان شاباً سمحاً من أفضل شباب قومه، كريماً، وجوّاداً، وسخيّاً، ولا يمسك من المال إلا ما يكفيه.
كان معاذ بن جبل معروفاً بجمعه بين الفقه والورع، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل". كما كان معروفاً بكرمه وزهدِه، حيث كان يجمع بين الفقه والورع، وكان مبسطاً يديه للخير، عملاً بقوله تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم".
دخل معاذ بن جبل في الإسلام عندما عرض النبي عليه السلام الإسلام على القبائل العربية الوافدة إلى الحج. ثم شارك في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كلها، ومنها غزوة بدر والخندق وتبوك. كما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن قاضياً ومعلماً ومفتياً.
توفي معاذ بن جبل رضي الله عنه في السنة الثامنة عشر للهجرة بطاعون عمواس في الأردن عن عمر ناهز الثمانية والثلاثين عاماً. رحل العالم العظيم والإمام الفقيه تاركاً وراءه إرثاً من العلم والخلق الرفيع.