تark الصلاة قضية حساسة ومعقدة في المجتمع المسلم، إذ تحتاج إلى نهج رقيق وحازم في آن واحد. إن فهم طبيعة المشكلة وفرائض الدين يمكن أن يساعدنا في تقديم الدعم اللازم والتوجيه المناسب لأولئك الذين قد ابتعدوا عن أداء فروضهم. سنتناول هنا عدة طرق فعالة لبناء جسور التواصل وتعزيز الالتزام بالصلاة.
- الدعاء: الدعاء هو سلاح المؤمن ضد المصاعب ومتطلباته الروحية. ادعو لله سبحانه وتعالى بأن يلهم قلب تارك الصلاة حب الصلاة ويقربه منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشفاعة يوم القيامة تدخل النار أكثر مما يدخل الجنة" (رواه الترمذي). فالدعاء له تأثير كبير في تغيير القلوب وإعادة البصر إلى الأذهان المغيبة.
- التذكير بالحكمة والمعاني: إعادة التأكيد على أهمية الصلاة وموقعها المركزي في الحياة المسلمة يمكن أن يشكل حافزاً قوياً للأشخاص الذين ربما لم يفهموا تماماً الفرق الكبير بين حياة مفعمة بالعبادة وخالية منها. توضيح فضائل الصلاة، بما فيها طرد الشيطان وزجر النفس الأمّارة بالسوء، يمكن أن يعيد تقدير تلك الشعائر المهمة لدى المترددين عنها.
- تشجيع الحضور الجماعي: المشاركة الجماعية في صلوات الجماعة لها قوة خاصة، فهي تجمع الناس تحت راية واحدة وتشدد روابط الأخوة والألفة بينهم. دعوة الشخص للتوجه إلى المساجد برفقتكم يمكن أن تكون خطوة هامة في التقارب معه ومع شعوره بالمشاركة في مجتمع ديني متماسك.
- الدروس والمواعظ التعليمية: الاستماع لدروس علمية موجهة حول الصلاة وآثارها الإيجابية على الصحة النفسية والجسدية والعقلية يمكن أن يكون مفيداً جداً لمن يحتاجون لإعادة التفكير في قرارتهم بشأن تراخيهم عن هذه الشعيرة الهامة. استخدام وسائل الإعلام المختلفة مثل الكتب الصوتية والبرامج المرئية في المنزل أو أثناء التنقل يمكن أن يكون وسيلة داعمة لهذه الغاية أيضاً.
- رفقة صالحين: أخيرًا وليس آخرًا، فإن رفقة الصحبة الطيبة تؤثر تأثيراً عميقاً على السلوك العام للشخص، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأعمال الدينية كالقيام بالواجبات الشرعية. اختيار صحبة كريمة تحترم دينها وتلتزم بشروط الله جل وعلى قد يساهم بإذن الله في تقبل الآخر لرغباته الداخلية تجاه العبادة واحترام نفسه أمام نفسه وفي عين الآخرين كذلك.
ختاماً، هدفنا جميعاً يتمثل بالإرشاد نحو طريق الحق والإخلاص لله عز وجل، ولذلك يتعين علينا التحلي بالحكمة والصبر أثناء مساعدتنا لشبابنا وأهلينا على تجاوز عقبات الطريق نحوه. فنحن ندعو لهم دائماً بدوام الخير والسداد وأن يصلح حال الجميع لما فيه رضوان الرب جل ثناؤه.