• صاحب المنشور: وداد الحساني
  
  ملخص النقاش:
  التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة كبرى أمام الإنسان. ولكن هذا التقدم الكبير يأتي مصحوبا بتحديات جادة تتعلق بخصوصية الأفراد وأمن المعلومات. مع الاستخدام الواسع للنظم القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تعتمد على مجموعات ضخمة من البيانات، أصبح الحديث عن حماية خصوصية المستخدمين أكثر أهمية من أي وقت مضى.

فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي تستحق المناقشة حول هذه المسألة الحيوية:

1. جمع واستخدام البيانات: تقوم العديد من الخدمات والمنتجات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بجمع كميات هائلة من بيانات الأشخاص لتحسين أدائها وتخصيص تجربة كل مستخدم. لكن غالبا ما يتم تجاهل الشفافية الكافية بشأن كيفية استخدام هذه البيانات أو الاحتفاظ بها لفترات طويلة بعد انتهاء علاقتك تلك الخدمة.

1. الإفراط في تجميع المعلومات: قد يؤدي الإفراط في جمع البيانات إلى مخاطر كبيرة متعلقة بالخصوصية مثل الاحتيال الهوية والتلاعب غير المصرح به. حتى لو كانت الشركة ملتزمة بحماية البيانات وفقًا للقوانين المحلية والمعايير الصناعية، فإن احتمالية تسرب جزء منها تبقى قائمة دائمًا بسبب الاختراقات الإلكترونية وغيرها من العوامل الخارجية خارج سيطرة الشركة نفسها.

1. مواءمة بين الفائدة والمخاطرة: بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم فوائد عظيمة لنا جميعاً - كتحسين الرعاية الصحية, تعزيز السلامة العامة, زيادة الكفاءة الاقتصادية وغير ذلك مما لا يحصى - إلا أنه يتعين علينا النظر بعناية فيما إذا كانت المكاسب المحتملة تفوق المخاطر المرتبطة بنقل معلومات حساسة عبر النظام البيئي لهذا النوع الجديد من التقنية.

1. دور الحكومات والشركات: عليها دور رئيسي في وضع قوانين ملائمة لحماية حقوق الأفراد والحفاظ علي سرية بياناتهم الشخصية أثناء عملية تدريب نماذج تعلم الآلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتحليلها للاستدلال المستقبلي. كما ينبغي للشركات العمل بروح المسؤولية الاجتماعية والشفافية الجيدة عند التعامل مع بيانات العملاء وعدم الاعتماد السلبي على "الثقة" وحدها للحصول على موافقتهم ضمنيا لاستعمال المزيد من بياناتهم الشخصية لأغراض ربما تكون أقل شفافية بكثير مما يوحي به البائع الأولي لهذه المنتجات/الخدمات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي .

وفي النهاية، رغم وجود مزايا واضحة لاتجاه عالم اليوم نحو اعتماد حلول ذكية تعمل باستخدام الكم الهائل من البيانات المتاحة لدينا حالياً، إلا انه يجب ايضا ان نواجه بصراحة وجرأة مسألة تأثير ذلك الأمر على حقبة جديدة تمامآ لم نعد نستطيع فيه ابقاء الانظار مغلقة امام مجريات الأحداث العالمية الجديدة الناشئة داخل بيئات رقمية متغيرة باستمرار وبسرعة مذهلة مقارنة بأيام سابقيه! فالاستعداد والاستعداد مجددآ لكل سيناريو محتمل هو الطريقة الوحيدة الأمثل للتكيف الناجع والفوز بالنصر ضد العدائيين الذين يسعون دائماً لإيجاد الثغرات الأمنية والعوائق القانونية لصالح مكاسب شخصية شخصية مشبوهة!