ولد الإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي القرشي البخاري عام 194 هـ/809 م في مدينة بخارى، والتي كانت جزءًا مهمًا من الدولة الأموية آنذاك. ينتمي إلى قبيلة قريش العربية، وهو ما يوضحه اسمه "الجعفي". عُرف عنه حرصه الشديد على العلم منذ نعومة أظافره، حيث بدأ رحلته التعليمية مبكرًا تحت إشراف العديد من العلماء المشهورين الذين قابلتهم أثناء تنقله عبر مختلف المدن الإسلامية بحثاً عن المعرفة والتخصص.
كان للإمام البخاري دور بارز في مجال علوم الحديث النبوي الشريف. يعد كتابه الشهير "صحيح البخاري"، الذي يحتوي على أكثر من ستة آلاف حديث نبوي حسب بعض الروايات، واحدًا من أهم الأعمال المتعلقة بالحديث النبوي الشريف في التاريخ الإسلامي. يتميز الكتاب بدقة الأسانيد وعمق التحقيق والمراجعة، مما أكسبه مكانة عالية بين المسلمين كأحد كتب السنة الثلاثة عشر المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.
بالإضافة إلى مؤلفاته العديدة الأخرى مثل "التاريخ الكبير" و"الأدب المفرد"، كان للبخاري تأثير عميق ليس فقط في تأليف المصنفات حول الحديث بل أيضًا في تشكيل منهج علم الحديث نفسه عبر وضع معايير دقيقة للأحاديث الصحيحة والضعيفة. هذا العمل الرائد ساهم بشكل كبير في تطوير علم الحديث ودعمت دراسته واحترامها حتى يومنا هذا.
توفي الإمام البخاري عن عمر يناهز الستين عامًا تقريبًا عام 256 هـ /870 م تاركاً خلفه تراثًا غنيًا ومعلمًا دائمًا يسهم في فهم تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدى المسلمين حول العالم.