هو لوط عليه السلام، ابن عم النبي إبراهيم وزوج ابنة هاران. لقد عُرف بتقديسه لله والتزاماته الأخلاقية الرفيعة في مجتمع كان يغرق في الفساد والشذوذ. يُذكر اسم لوط بشكل بارز في القرآن الكريم كرمز للشخصية النبيلة المتسمة بالإيمان والثبات أمام الضغط الاجتماعي المضلل.
في المجتمع الغابر لقوم لوط، لم يكن الظلم مجرد ظلم اجتماعي إنما تحول أيضاً إلى فساد أخلاقي شديد. رغم ذلك، ظل لوط ثابتًا ومتمسكًا بدينه ونصح قومه بالتوبة والعودة إلى الطريق القويم. لكن جهوده ذهبت أدراج الرياح؛ فقد استهزأ البعض وجهل آخرون مدى خطورة فعلهم.
دعوت لوط لهم طالت ولم تجد الاستجابة المرغوبة منه، مما دفع جبريل عليه السلام لإرسال رسل سماويين لتذكير قوم لوط بموقفهم الخطير. حاول سكان المدينة الاعتداء الجسدي على هؤلاء الزوار غير المعتادين، ولكن سرعان ما علم بأنهم ملائكة أقوياء مكلفين بزيارة النبي لوط.
وجهت هذه الرحلة السماوية مهمتها الأخيرة - وهي إبلاغ النبي بأنه محمي وأن حكمة الله ستحل بهم بسبب أعمالهم الخاطئة. تمت عملية الإنقاذ قبل ساعة واحدة فقط من حلول العقوبة الإلهية التي دمرت المدن والعروش المرتبطة بهذا النوع من الشرور. نجى لوط وعائلته بينما تعرض الآخرون للعقاب المناسب لعصيانهم المتواصل للأوامر الربانية.
تجسد شخصية لوط روح الداعي المستمر للحق والخير بغض النظر عن البيئة المحيطة. إنه درس عميق حول قوة الإيمان الثابت وصبره، بالإضافة لتحذيرات واضحة لكافة البشر بعدم اتباع طرق الباطل مهما بدا مغريًا أو متعارف عليها بين الناس. إنها قصة تُظهر قدرة الحق على الانتصار حتى وإن كانت الأقلية المؤمنة تواجه تحديات هائلة أثناء عملها على نشر رسالة العدالة والقيم الروحية الحقيقية.
