الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء، وينتهي عند طلوع الفجر، كما ورد في حديث أبي نضرة العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "الوتر قبل الصبح" (البخاري ومسلم). وقد اتفق العلماء على أن وقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء، لورود ذلك من طرق شتى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعند ابن حبان: "من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له" (صحيح ابن حبان)، مما يدل على أن وقت الوتر ينتهي عند خروج وقت الفجر. ومع ذلك، هناك من العلماء من يرى أن وقت الوتر الاختياري ينتهي مع خروج وقت الفجر، أما وقت الوتر الاضطراري فيبقى إلى قيام صلاة الصبح.
ومن نسي الوتر أو نام عنه، فله حكم آخر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن الوتر أو نسيه، فليصل إذا أصبح أو ذكر" (أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد).
وبناءً على ذلك، فإن الوقت المختار للوتر هو ما بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر، لما تقدم من الأدلة النبوية. وينبغي أن يحرص المسلم على صلاة الوتر في هذا الوقت، ومن فاته الوتر في الليل، فليقضه شفعاً بالنهار من بعد طلوع الشمس إلى قبيل الزوال. والله أعلم.