- صاحب المنشور: نهى بن عثمان
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح التأثير المتزايد للتغير المناخي موضوعًا رئيسيًا للنقاش العالمي. يتسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية ومعدلات هطول الأمطار غير المنتظمة والجفاف والفيضانات في تراجع غلة المحاصيل والأمن الغذائي حول العالم. هذا الأمر له عواقب وخيمة خاصة على المجتمعات الأكثر هشاشة التي تعتمد اعتمادا كبيراً على الزراعة والغذاء المنتج محلياً.
### تأثيرات تغير المناخ على الغذاء:
1. **انخفاض إنتاج الغذاء**: يؤدي تغير المناخ إلى تغيير موسم الزراعة الطبيعية، مما يجعل من الصعب زراعة بعض الحبوب مثل القمح والشعير والقمح الصلب في العديد من المناطق التقليدية للإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأحوال الجوية القاسية خلال مرحلة النمو أن تؤدي إلى انخفاض كبير في الغلات.
2. **زيادة تكاليف الإنتاج**: تحتاج المحاصيل الذرية والمياه المعاد تدويرها وغيرها من تقنيات مقاومة الظروف القاسية للاستمرار في العطاء رغم شروط الطقس القاسية؛ وهذا يعني زيادة كبيرة في نفقات العمليات الزراعية مما قد يدفع الأسعار لأعلى وبالتالي يصعب الوصول إليها بالنسبة للفئات ذات الدخل المنخفض.
3. **تقلص الأراضي الصالحة للزراعة**: مع توسع المناطق الصحراوية بسبب الاحترار العالمي، يتم فقدان نحو 4 ملايين فدان سنويا من الأراضي الرطبة والجافة والتي كانت سابقا مناسبة لنمو مختلف أنواع النباتات. كما تتضرر التربة نفسها جراء التصحر والتآكل والتلوث الكيميائي الناجم عن استخدام المبيدات الحشرية بكثرة أثناء فترات الجفاف الشديدة أو الفيضانات المفاجئة.
### مخاطر الامن الغذائي:
يعيش حوالي مليار شخص حالياً بدون طعام آمن وكافٍ يوميًا وفق تعريف منظمة الصحة العالمية. ترتبط هذه المشكلة ارتباط وثيق بتغير المناخ الذي يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار النظام البيئي نفسه وكذلك لإمكانية الحصول على غذاء مناسب للملايين ممن يعانون بالفعل من سوء التغذية والحاجة الملحة لحصولهم عليه. ولذلك فإن حل قضية تغيّر المناخ يعد أمر حيوي ليس فقط للحفاظ على بيئتنا ولكن أيضًا لتوفير مستقبل أكثر أمنا غذائيا لكل البشر على وجه الأرض.
وفي حين أنه يوجد الكثير من الاستراتيجيات المحتملة لمواجهة تلك التحديات المرتبطة بالتغييرات المناخية ومن ضمنها تطوير أصناف جديدة من المحاصيل تتكيف بشكل أفضل مع ظروف الطقس الجديدة والاستثمار في البنية التحيتية الحديثة للنقل وتكنولوجيا تخزين المواد الغذائية المؤقتة بالإضافة لتحسين إدارة موارد المياه واستخدام الطاقة البديلة داخل القطاع الزراعي - يبقى كل منها بحاجة لدعم قوي ومتعدد الجوانب لفوائده الفعلية بمجتمع عالمي يسعى جميع سكانه للتوصل لعالم أكثر استدامة وأمانا بالقدر الأكبر لاحقا بإذن الله تعالى.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات