برزت الدولة الأموية كواحدة من أهم وأشهر الدويلات الإسلامية بعد الخلافة الراشدة مباشرةً. أسسها معاوية بن أبي سفيان عام 41 هـ/661 م، واستمرت حتى سقوط خلافتها العباسية في دمشق سنة 132 هـ/750 م. كانت فترة حكم هذه الدولة حافلة بالإنجازات السياسية والعمرانية والفكرية التي تركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي والعالمي.
من الناحية الإدارية، اتسم نظام الحكم الأموي بالاستقرار والتوسع. فقد قام مؤسسوها بإرساء قواعد دولة مركزية تتمتع بوحدتها وتماسكها تحت إدارة قادرة وكبيرة. هذا النظام المركزي ساعد بشكل كبير في التعامل مع تحديات توسيع نطاق الحكم الجغرافي الشاسع للدولة الأموية والذي وصل إلى شمال أفريقيا وغرب أوروبا جنوبا وحتى الهند شرقاً.
وفي مجال العمران والبناء، شهدت عهد الأمويين نهضة كبيرة في مختلف المجالات الحضرية بما فيها المساجد والقصور والقنوات المائية وغيرها الكثير. يعد جامع عمرو بن العاص بالقاهرة أحد أشهر المباني التي تعكس المهارة الفنية والدقة المعمارية لهذه الحقبة الزمنية. كما شيد المسجد الأموي الكبير بدمشق، وهو معلم بارز يعبر عن الروعة المذهلة للإبداع المعماري خلال تلك الفترة.
على الصعيد الثقافي والأدبي، ازدهر العصر الأموي بخلق جو أدبي ثري ومتنوع. نشأ العديد من الشعراء والمؤرخين والشخصيات الأدبية البارزة الذين قدموا إسهامات هائلة للحفاظ على تراث اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية. وتميزت البيئة الثقافية بالأصالة والمعرفة المتراكمة مما مهد الطريق لتطور الحياة العلمية والحضارية فيما يلي لاحقا.
وبذلك، تُعتبر الدولة الأموية مرحلة مهمة في تاريخ العالم الإسلامي لما حققته من تقدم حضاري وإنجازات إدارية أثرت تأثيراً واضحاً على المجتمعات اللاحقة.