تناولت العديد من آراء الفقهاء حول حكم استخدام منتجات ذات أصل حيواني مثل جلد الخنزير. يشير الكثيرون إلى حديث نبوي شريف يقول "إذا دبغ الإهاب -أي الجلد- فقد طهر"، مما يدعم الرأي القائل بتطهير الجلود بما فيها تلك المستخرجة من الخنازير عبر عملية الدباغة. ومع ذلك، هناك رأي مخالف يحظر استخدام أي جزء من الجسم الحي للخنزير، حتى لو تم تجهيزه أو تغييره بطرق مختلفة، بناءً على اعتبار الخنزير ناقضاً ومسبباً للأمراض حسب معتقداتهم.
إن القرآن الكريم حرم بشكل واضح تناول لحم الخنزير باعتباره رجسا، وهو مصطلح يعني النجاسة والقذارة. هذا الحظر ليس فقط على اللحوم ولكن أيضاً قد يمتد لتشمل المنتجات الثانوية كالجلود والشعر وغيرها.
أما فيما يتعلق باستخدام شعر الخنزير في علاج الشعر ("الخرازة")، فإن الأحاديث التسلسلية تصور عدم وجود مانع شرعي ضد هذه الممارسة خلال فترة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة والتابعين. لكن البعض الآخر، ومن بينهم الدكتور ابن حزم في مؤلفه "المحلى"، يجاهر بحظر كافة مشتقات جسم الخنزير بما فيها الشعر المستخدم لأهداف جمالية خاصة بالعناية بالشعر.
وبالرغم من الاختلافات المثيرة للاهتمام الموجودة ضمن الأدبيات الشرعية بشأن الموضوع، إلا أنها تؤكد أهمية فهم السياق التاريخي والثقافي عند التعامل مع الفتاوى المتعلقة بهذا الجانب الخاص من الحلال والحرام في الإسلام.