يحتوي القرآن الكريم، كتاب الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، على 114 سورةً، منها 20 سورةً مدنيةً نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها. هذه السور المدنية تتميز بخصائص ومميزات معينة، منها طول آياتها ومقاطعها، وزيادة الحديث عن المنافقين وصفاتهم، واستخدام مخاطبة الناس بـ "يا أيها المؤمنون". كما تركز هذه السور على الحدود والمعاملات والفرائض والتشريعات، وتدعو إلى الجهاد.
السور المدنية تشمل سورة الحجرات، والنساء، وآل عمران، والحديد، ومحمد، والفتح، وغيرها. هذه السور جاءت بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، حيث أصبح من السهل على المسلمين فهم آيات القرآن وتطبيق أحكامه.
ومن الجدير بالذكر أن نزول القرآن الكريم تم على مراحل، حيث نزل من الله تعالى إلى اللوح المحفوظ، ثم إلى بيت العزة في السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام مفرقاً على ثلاثة وعشرين سنة حسب الأحوال والأحداث.
وبذلك، نرى أن السور المدنية في القرآن الكريم لها دور مهم في تشكيل التشريع الإسلامي وتوجيه المسلمين في شؤون حياتهم المختلفة.