- صاحب المنشور: إياد البوعناني
ملخص النقاش:
التطور الهائل للتكنولوجيا خلال العقود القليلة الماضية قد غير طريقة تواصلنا وأثر بشكل كبير على مهارات التواصل بين البشر. إن وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الإلكترونية والأدوات الرقمية الأخرى جعلت العالم أقرب ولكن هل أدى هذا التقريب إلى تقليل جودة التواصل الفعلي؟
في الماضي، كان الناس يعتمدون بشكل أساسي على اللقاءات الوجه لوجه واللغة الجسدية والتعبير الصوتي لإيصال أفكارهم ومشاعرهم. هذه العناصر الثلاثة هي أساس الاتصال الإنساني وهي جزء لا يتجزأ مما يعرف بالذكاء العاطفي. ومع ذلك، فإن الاعتماد المتزايد على الرسائل القصيرة والنصوص عبر الإنترنت يعني فقدان القدرة على فهم الدلالات اللغوية الغنية التي تأتي مع الحديث الشخصي.
يمكن رؤية التأثير السلبي المحتمل لهذه التحولات التكنولوجية في زيادة حالات الوحدة الاجتماعية وانخفاض مهارات التعامل مع الصراعات والحوار البناء. الدراسات الحديثة تشير إلى أن الاستخدام المكثف لتطبيقات الوسائط الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى شعور زائف للشعور بالإشباع الاجتماعي بينما يعزز الحاجة الحقيقية للإتصال البشري الحقيقي.
بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن تأثير التكنولوجيا على اللغة نفسها؛ حيث يتم تبسيط الكلمات وتبسيط الأشكال اللغوية بطرق ربما تخفض مستويات الذكاء اللغوي العام لدى الشباب. كما أنه يوجد قلق حول كيفية تعليم الأطفال الذين نشؤوا وسط ثورة المعلومات استخدام اللغة بكفاءة وفهمها بمختلف أشكالها المعقدة والمعاصرة.
على الرغم من كل المخاطر المطروحة، فإنه ليس علينا تجاهل الفوائد العديدة للتقنيات الحديثة فيما يتعلق بتسهيل الوصول للمعلومات وتوسيع نطاق فرص التعليم والدعم النفسي وغيرها الكثير. بل إنها فرصة لتحويل هذه التغيرات لمصلحتنا. يمكن للأجيال الجديدة تعلم استراتيجيات صحية للاستخدام الرقمي وتعزيز المهارات اللازمة للحفاظ على اتصال بشري عميق وآمن حتى أثناء وجودهم ضمن عالم رقمي متعدد الأبعاد. إنها دعوة لاستغلال الإمكانات الرائعة لهذا العالم الجديد بطريقة تحترم تراثنا الثقافي والإنساني القديم أيضًا.