هو العالم الكبير والمفسر الشهير محمد بن جرير بن غالب الطبري، المعروف بابن جرير الطبري. ولد في العام 224 هـ بمدينة آمال الواقعة ضمن منطقة طبرستان. يتمتع بموهبتين مبكرات هما النبوغ والفطنة، مما حدا بوالده، الذي رأى رؤيا مفادها نجاح وازدهار مستقبله في الدين الإسلامي، إلى حرصه الشديد على تعليمه وتعريفه لأرقى المشايخ والمدرسين الذين يمكنهم تطوير قدراته. بدأ حافظا للقرآن الكريم وهو لم يتجاوز السبعة سنوات فقط ثم أصبح اماما لصلاة الجماعة حين بلغ الثمان سنوات بالإضافة لذلك فقد كتب الروايات عند بلوغه التسع سنوات.
وكان نموذجه الأعلى مثال الورع والحذر تجاه الوقوع بالأفعال المحظورة أو الغامضة الأخلاق؛ إذ كانت لديه طريقة حياة بسيطة تعتمد أساسا علي زراعة الأرض ذاتها للحصول على لقمة العيش. وكعادتة شخصية كريمة، امتنع أيضا عن تقبل الهبات المقدمة منه بالحكام والنخب الاجتماعية، مستخدما بدلا منها معرفته ومعرفته الفقهية كوسيلة لسداد احتياجاته اليومية. وتميز بحسن أخلاقة وإخلاص قلبه وصبره أمام الضغط الخارجي والإساءات الشخصية المتكررة.
وفي العراق تحديداً خلال القرن الرابع الميلادي والتي شهدت انتشار العقائد المنافسة، تعرض "الطُّبيرِي" لعزل سياسي بسبب اتهاماته بالتوجهات السياسية المختلفة -على الرغم من أنه ظل محافظاً وثابتًا بلا تصرف- وهكذا اختفى لمدة طويلة داخل المنزل الخاص به حتى توفي سنة ثلاث ومائة للهجرة الإسلامية الموافق تاريخياً للسادس والعشرين من شهر شوال سنة تسعين ميلادية وبعد مرور أكثر من عقد كامل تحت الحصار الاختباري .
ترك لنا خلفه مجموعة كبيرة من الأعمال المؤثرة مثل:"التفسير الجامع"، وكتاب آخر بعنوان : "تاريخ الامم والملوك".كما ترك العديد من المؤلفات الأخرى مثل :"اختلاف العلماء للأقطار فى احكام الشريعة الاسلامية"، وكذلك كتابة حول "آداب القاضيين","آداب نفوس البشر", إضافة إلي اثنين دیگر هما:" تهذيب آثار التفكير," فضائل الصحابه ابو بکر وعمر ".هذه المصنفات تعتبر دليل قاطعه علی قدره العلمية البالغ及تجاه مذهبة المقيدة نحو زيادة المعرفة والسعي لإكتشاف المزيد عنها عبر مختلف جوانب الحياة الإنسانية بما فیھا البحث التاريخي والفلسفی والنحوی الی جانب الدراسات الدينية والقانونيه أيضًا...