الإعجاز البياني في القرآن الكريم: دراسة في أسرار التعبير القرآني

يعد الإعجاز البياني في القرآن الكريم أحد أبرز مظاهر عظمة هذا الكتاب الخالد، حيث يظهر في أسلوبه الفريد الذي فاجأ العرب وأذهلهم، مما جعلهم يعترفون بعجزه

يعد الإعجاز البياني في القرآن الكريم أحد أبرز مظاهر عظمة هذا الكتاب الخالد، حيث يظهر في أسلوبه الفريد الذي فاجأ العرب وأذهلهم، مما جعلهم يعترفون بعجزهم عن مجاراته. إن الإعجاز البياني في القرآن الكريم يتجلى في عدة جوانب، منها:

  1. تأليف الكلمات وتآخيها: يتميز القرآن الكريم بتآخي الكلمات وتناسقها، حيث تبدو وكأنها قطعت خصيصًا لمعانيها. على سبيل المثال، استخدام كلمة "تنفس" في قوله تعالى: "والصبح إذا تنفس" لا يمكن استبداله بكلمة أخرى مثل "أشرق" أو "أصبح"، لأن كلمة "تنفس" تحمل معاني متعددة تتعلق بالحياة والحركة والتدرج، وهي معاني لا يمكن أن توفرها الكلمات الأخرى.
  1. التلاقي في العبارات المنسجمة: يمتاز القرآن الكريم بتلاقي العبارات المنسجمة التي تظهر جمالًا فنيًا وبلاغيًا. على سبيل المثال، قوله تعالى: "والليل إذا يغشى" و"والنهار إذا تجلى"، حيث تظهر العبارتان تناغمًا موسيقيًا وجمالًا بصريًا.
  1. النظم المحكم ورنين الموسيقى: يتميز القرآن الكريم بنظمه المحكم ورنينه الموسيقي الذي يشدد على معانيه ويضفي عليه رونقًا خاصًا. على سبيل المثال، استخدام التكرار في قوله تعالى: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"، حيث يعزز التكرار التأثير العاطفي والمعنوي للآية.
  1. المعاني المؤاخية لل ألفاظ: يظهر الإعجاز البياني أيضًا في توافق المعاني مع ألفاظها، بحيث تبدو الكلمات وكأنها مصممة خصيصًا لمعانيها. على سبيل المثال، استخدام كلمة "غشى" في قوله تعالى: "والليل إذا يغشى"، حيث تحمل كلمة "غشى" معنى التغطية والستر، وهو ما يتناسب مع فكرة الليل الذي يغطي الأرض.

هذه بعض الأمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم، والتي تظهر مدى عظمة هذا الكتاب الخالد وجمال أسلوبه الفريد. إن الإعجاز البياني في القرآن الكريم هو دليل على أن هذا الكتاب ليس من صنع بشر، بل هو وحي من الله تعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات