السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في سلسلة الأنبياء الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى لهداية البشرية، يأتي اسم سيدنا صالح كأحد الأعظم وأكثرهم تأثيرًا. هو النبي الذي عاصر قوم ثمود وكان مبعوثاً إليهم لإصلاح حالهم وتحذيرهم من عقوبات الغضب الإلهي بسبب معاصيهم واستهزائهم بالمعجزات التي قدمها لهم.
ولد سيدنا صالح في قبيلة تنوخ العربية، وهو ابن شعيط بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام. لقد نشأ وسط بيئة ثقافية غنية ومعرفة واسعة بحكمة الآباء والأجداد. ولكن رغم ذلك، فقد واجه تحديات كبيرة عندما دعاهم إلى عبادة الله الواحد الحق وتجنب الشرك.
كانت مهمته الرئيسية هي توصيل رسالة الله لهؤلاء القوم الذين كانوا يعتدون ويتجبرون. وقد أكرمه الله تعالى بإرسال الناقة العظيمة كعلامة على صدقه ونبوءته. هذه الناقة كانت هدية سماوية لتكون بركة عليهم بشرط عدم إيذاؤها أو الاعتداء عليها. لكن قومه عصوا أمر الله وكذبوا بالنبي حتى وصل الأمر بهم إلى قتل تلك الناقة المباركة مما أدى لعقاب شديد جاء بعد ثلاثة أيام فقط وفق الوحي الإلهي.
بالإضافة لذلك، قام أيضًا بتوجيه شعبه نحو تنظيم حياتهم اليومية بشكل أفضل عبر بناء مساكن مستقرة بدلاً من الخيام المتنقلة القديمة الخاصة بعادات الرعي البدوية التقليدية. كما عمل جاهدًا لنشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح بين الناس للتأكيد على أهمية الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة مثل الصدق والإخلاص والعفة واحترام الآخرين وغيرها الكثير مما يدعو إليه ديننا الحنيف.
على الرغم من كل الجهود المبذولة والتضحيات المحفوفة بالمخاطر والتي يبذلها هذا الرجل الطيب والصالح، لم يستجب أحد منهم لرغبته إلا البعض المؤمن الصادق منهم والذي تم إنقاذهم جميعا حينما حلت المصيبة بالقوم الكافرين وتم هلاكهم تمامًا بما فيها المساكن والحقول والبساتين نتيجة زلزلة الأرض وانقلاب الليل نهارا كنذر للعاقبة المريرة لأولئك الذين يعاندون وينكرون دلائل قدرة الله عز وجل.
وفي النهاية، فإن قصة سيدنا صالح تحمل لنا درسا عميقا حول دور الدعوة والنبوة في المجتمع البشري ودليل حي على قوة العقيدة الإسلامية وثبات معتقداتها أمام محاولات مقاومتها وإيقاف انتشار نورها الساطع بالإفساد والكفر والمعاصي مهما بلغ الثمن واشتدت الضرائب. إنه مثال حي لتصدي الربانيين الأميار بمضيفيهم ضد طغيان وجهل المدعين للنبوة الفاسدين غير المستقيمين كالذي حدث عند ادعاء الدجال المسيء لسنة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قائلا:"أنا خلقني ربكم"، ندعو بالرحمة لكل عالم مؤمن وسامر فلاسفاه بأن ينفع علمه ويعلو ذكره ويجعل مصيره حسان مصيرا محفورا ضمن صفحات التاريخ المجيد للإنسانية جمعاء وفوق آفاق علوم الدنيا وخفايا أخبار الماضين قبل عصر الانسان الحديث كتبت بخطوط سموك عالية مرتسماته تشابه الهلال المكتمل جمال وروعة...آمين يا رب العالمين!