الزواج في الشريعة الإسلامية هو عقد شرعي مقدس يهدف إلى تكوين أسرة قائمة على المودة والرحمة، ويحفظ الأعراض والأنساب. وهو من أهم الشعائر الدينية التي شرعها الله تعالى لعباده، حيث قال سبحانه: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". (الروم: 21)

في الشريعة الإسلامية، الزواج له خمسة شروط أساسية لصحته:

1. تعين الزوجين: يجب أن يكون كل من الزوج والزوجة معلومين ومحددين بوضوح.
2. رضا كل من الزوجين: يجب أن يكون كل من الزوج والزوجة راضيًا بالزواج طوعًا دون إكراه أو إجبار.
3. وجود الولي: الولي هو الشخص الذي يمثل الزوجة في عقد الزواج، ويجب أن يكون من أقاربها الذكور، مثل الأب أو الأخ أو العم أو الخال.
4. الشهادة عليه: يجب أن يشهد على عقد الزواج شاهدين عدلين، أي رجلين مسلمين بالغين عاقلين.
5. خلو الزوجين من موانع النكاح: يجب أن لا يكون هناك مانع شرعي يمنع الزواج، مثل النسب أو المصاهرة أو اختلاف الدين (إلا في حالة زواج المسلم من الكتابية).

بالإضافة إلى هذه الشروط، هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها في الزواج الإسلامي، مثل:

* المهر: المهر هو حق للزوجة، وهو واجب على الزوج، ولا يوجد حد محدد له في الشريعة الإسلامية، بل كل ما كان مالًا جاز أن يكون مهرًا.

* العرس: من المستحب في الشرع إظهار النكاح وإشهاره بضرب الدف ونحوه، حتى يشتهر النكاح ويعرف، ويتميز عن السفاح. كما يستحب عمل الوليمة في النكاح، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وفعلها.

* النية: يجب أن تكون نية الزواج خالصة لله تعالى، وأن يكون الهدف منه تكوين أسرة قائمة على المودة والرحمة، وليس للمتعة أو المصلحة الدنيوية فقط.

وفي الختام، فإن الزواج في الشريعة الإسلامية هو عقد مقدس يهدف إلى تكوين أسرة قائمة على المودة والرحمة، ويحفظ الأعراض والأنساب. ويجب أن تراعى ضوابطه وحدوده لضمان صحته واستمراره.